خطب مختارة
الناشر
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٢٣هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
والمعاملات وفي الآداب والأخلاق لأن التشبه بهم في الظاهر يورث محبتهم في الباطن ولهذا تظافرت الأدلة من الكتاب والسنة على الأمر بمخالفتهم والنهي عن التشبه بهم إبعادًا للمسلم عما فيه مضرته. لأن أعمال الكفار باطلة. ومساعيهم ضالة. ونهايتهم إلى الهلاك. فجميع أعمال الكافر وأموره لا بد فيها من خلل يمنعها أن تتم له بها منفعة، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا﴾ [النور: ٣٩] وقال تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ﴾ [إبراهيم: ١٨]
أيها المسلمون: ومع أن الله قد حذرنا سبيلهم فقضاؤه نافذ بما أخبر به رسوله مما سبق في علمه تعالى حيث قال ﷺ فيما رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى. قال: فمن، أي من القوم إلا هؤلاء»، وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ: «لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي مأخذ القرون شبرًا بشبر وذراعًا بذراع فقيل يا رسول الله كفارس والروم قال: ومن الناس إلا أولئك»، فأخبر أنه سيكون في أمته مضاهاة لليهود والنصارى وهم أهل الكتاب ومضاهاة لفارس والروم. وقد كان ﷺ ينهى عن التشبه بهؤلاء، وهؤلاء، وليس إخباره عن وقوع المضاهاة في الأمة للكفار إخبارًا عن جميع الأمة بل قد تواتر عنه أنه قال: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الحق
1 / 155