خصائص النظم في «خصائص العربية» لابن جني
الناشر
دار الطباعة المحمدية القاهرة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م
مكان النشر
مصر
تصانيف
ولقيت غلامًا وجهه حسن: ألا تراك لو قلت: مررت بقام أبوه، ولقيت وجهه حسن لم يجز (١)؟ !
وذلك هو نص عبارة ابن جنى في حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه في الخصائص (٢).
ولكن ابن الأثير لم يشر إلى ابن جنى هنا، لأنه لم يجد مجالًا لنقده، مما يدلك على أن ابن الأثير لم يكن يذكر أحدًا أخذ عنه من العلما، إلا لنقده، وبيان تفوقه عليه!
فلما كان الخطيب القزويني المتوفى سنة ٧٣٩ هـ جعل الإيجاز قسيم الإطناب والمساواة، وجعله ضربين:
أحدهما: إيجاز القصر، وهو ما ليس بحذف، كقوله تعالى: "ولكم القصاص حياة".
والآخر: إيجاز الحذف وهو ما يكون بحذف، والمحذوف إما أن يكون جز جملة، وإما أن يكون جملة؛ وإما أن يكون أكثر من جملة، وجزء الجملة إما أن يكون مضافًا، كقوله تعالى: "واسأل القرية"، أي: أهلها وإما أن يكون موصوفًا، كقوله:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا
أي: أنا ابن رجل جلا.
وإما أن يكون صفة، نحو قوله تعالى: "وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبًا"، أي: كل سفينة صحيحة، أو صالحة، أو نحو ذلك بدليل ما قبله؛ أي قوله: "فأردت أن أعيبها".
وإما أن يكون شرطًا - كما سبق - وإما أن يكون جواب شرط، وهو ضربان:
_________
(١) المثل السائر ٢/ ٣٠٠
(٢) الخصائص ٢/ ٣٦٦
1 / 93