330

خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب

محقق

عبد السلام محمد هارون

الناشر

مكتبة الخانجي

الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

مكان النشر

القاهرة

(قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل)
فَلَمَّا بلغ ذَلِك حجرا دَعَا مولى لَهُ يُقَال لَهُ ربيعَة فَقَالَ لَهُ اقْتُل امْرأ الْقَيْس وائتني بِعَيْنيهِ فذبح جؤذرا فَأَتَاهُ بِعَيْنيهِ فندم حجر على ذَلِك فَقَالَ أَبيت اللَّعْن إِنِّي لم أَقتلهُ قَالَ فائتني بِهِ فَانْطَلق فَإِذا هُوَ قد قَالَ شعرًا فِي رَأس جبل وَهُوَ قَوْله (الطَّوِيل)
(فَلَا تسلميني يَا ربيع لهَذِهِ ... وَكنت أَرَانِي قبلهَا بك واثقا)
فَرده إِلَى أَبِيه فَنَهَاهُ عَن قَول الشّعْر ثمَّ إِنَّه قَالَ (الطَّوِيل)
(إِلَّا عَم صباحا أَيهَا الطلل الْبَالِي)
فَبلغ ذَلِك أَبَاهُ فطرده كَذَا قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَفِيه أَن امْرأ الْقَيْس قَالَ هَذِه القصيدة فِي طَرِيق الشَّام عِنْد مسيره إِلَى قَيْصر بعد قتل أَبِيه وَلَعَلَّه شعر آخر ثمَّ قَالَ ابْن قُتَيْبَة فَبَلغهُ مقتل أَبِيه وَهُوَ بدمون فَقَالَ (الرجز)
(تطاول اللَّيْل علينا دمون ... دمون إِنَّا معشر يمانون)
(وإننا لأهلنا محبون)
ثمَّ قَالَ ضيعني صَغِيرا وحملني دَمه كَبِيرا لَا صحو الْيَوْم وَلَا سكر غَدا الْيَوْم خمر وَغدا أَمر ثمَّ آلى لَا يَأْكُل لَحْمًا وَلَا يشرب خمرًا حَتَّى يثأر بِأَبِيهِ فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل لَاحَ لَهُ برق فَقَالَ (المتقارب)
(أرقت لبرق بلَيْل أهل ... يضيء سناه بِأَعْلَى جبل)
(بقتل بني أَسد رَبهم ... أَلا كل شَيْء سواهُ جلل)

1 / 332