لامارتين :
أتشعرون بذلك؟ أتقسمون عليه؟ أتشهدون عليكم الله؟ - نعم نعم.
لامارتين :
إذن أنتم قلتم. الجمهورية، إذن كنتم أهلا للمحافظة عليها كما كنتم أهلا للوصول إليها. (12) فكتور هيكو
من خطاب له في مجلس النبلاء يؤيد طلب جيروم نابليون الإذن بالعود من منفاه سنة 1847
أيها السادة
لا حاجة للقول إنني لا أريد أن أثير أحقادا أو شجونا، ولكني أشعر لدى صعودي هذا المنبر أنني أؤدي واجبا علي. إن الذي يدفع هذا العاجز إلى نصرة جيروم نابليون وهو في منفاه ليست فقط عقائد نفسي، بل كل تذكارات حياتي، فكأنما في هذا الواجب شيئا من الوراثة، ويخال لي أن أبي ذلك الجندي القديم للملكية هو الذي يأمرني بالوقوف والكلام.
أيها السادة:
هذه المادة من القانون الفرنسي التي تنفي إلى الأبد أسرة نابليون من الأرض الفرنسية تبعث في نفسي شيئا لا أعرف له نظيرا، ولا أستطيع عنه تعبيرا. ولكي أسهل عليكم فهم فكري، سأفترض فرضا مستحيلا: لا ريب أن تاريخ الخمس عشرة الأولى من هذا القرن ذلك التاريخ الذي كتبتموه أنتم أيها القواد والأبطال المحترمون الذين أنحني أمامهم، والذين يصغون إلي في هذا النادي، ذلك التاريخ لا يزال له دوي في سمع العالم قاطبة، وربما لا تجدون في أقصى المعمور رجلا لم يسمع به، فقد وقفوا في الصين بين معابد الآلهة على تمثال نابليون. أجل إني أفترض - وهذا هو الافتراض المستحيل، ولكنكم تسمحون به - أفترض أن في زاوية من هذا الكون الواسع رجلا لم يعرف شيئا من هذا التاريخ، ولم يسمع أبدا باسم الإمبراطور، وأفترض أن هذا الرجل جاء فرنسا، وقرأ هذه المادة التي تقول: «إن أسرة نابليون منفية إلى الأبد من أرض فرنسا.» أفتدرون ما يجول في خاطر هذا الغريب؟ إنه لدى هذا العقاب الهائل ليتساءل: من ترى يكون نابليون هذا؟ ويقول في نفسه إنه ولا ريب كان مجرما عظيما، وإنه من المؤكد أن عارا لا يمحى لاحق باسمه، ولعله أنكر آلهته وباع أمته، وخان وطنه إلى آخر ما هنالك، إن هذا الغريب ليتساءل بشيء من الجزع: ما هي الآثام الفظيعة التي استحق من أجلها نابليون هذا أن يعاقب مثل هذا العقاب في سلالته إلى الأبد.
أيها السادة:
صفحة غير معروفة