خطاب الماردي ومنهجه في النحو
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العددان التاسع والسبعون والثمانون
سنة النشر
السنة العشرون- رجب-ذوالحجة ١٤٠٨هـ
تصانيف
فهذه ثلاثة أقوال. ذهب قوم منهم الأخفش وخطّاب المارديّ إلى القول الثاني منها. أي أن حبّ تركبت مع ذا وصار فعلًا، والمخصوص هو الفاعل ١.
قال خطّاب في الترشيح ٢: "ومن زعم أن زيدًا بدل من "ذا" لزمه أن يقول: حبذان الزيدان، وحبذه هندو وهذا لم يقله أحد علمناه، ولكن تقول: (حبذا أخوك، وحبذا أخواك، وحبذا إخوتك، وحبذا أخواتك، وحبذا النساء الحسان) . فهذا كلّه فاعل مرفوع بحبّذا، وهذا على لفظ واحد في ذلك كله، لأنه صار كالمثل ... "
قال ابن عقيل ٣: "وردّ بعدم النظير، فلم يركب فعل من فعل واسم، وبأنه دعوى بلا دليل".
واختلف النحاة أيضًا في الاسم المنصوب بعد حبذا ٤، نحو قولك: حبذا زيد رجلًا. فذهب الأخفش والفارسي والربعي وخطّاب وجماعة من البصريين إلى أنه منصوب على الحال لا غير، سواء أكان جامدا أم مشتقًا.
وأجاز الكوفيون وبعض البصريين نصبه على التمييز ...
(١٢) أسلوب التعجب
للتعجب صيغتان قياسيتان هما (ما أفعَلَه) نحو: ما أحسنَ زيدًا! (وأَفْعِل به) نحو: أَحْسِنْ بزيدٍ.
ويبنى هذان الفعلان مما اجتمعت فيه ثمانية شروط ٥، وهي: أن يكون فعلًا، ثلاثيًا، متصرفًا، قابلا للتفاضل، غير مبني للمفعول، تامًا، مثبتًا، وليس الوصف منه على وزن أَفَعْل.
وفيه مسائل تتعلق بآراء خطّاب:
المسألة الأولى:
يشترط فيما يصاغ منه فعلا التعجب أن يكون ثلاثيًا، فلا يبنيان من دحرج وضارب واستخرج. إلا ما كان على وزن (أَفْعَلَ) فقيل: يجوز مطلقًا، وقيل: يمتنع مطلقًا، وقيل: يجوز
_________
١ ارتشاف الضرب ٣/٢٩.
٢ تذكرة النحاة ٢٨٥.
٣ المساعد على تسهيل الفوائد ٢/١٤٢.
٤ تذكرة النحاة ٢٨٥، ارتشاف الضرب ٣/٣٠.
٥ أوضح المسالك ٣/٢٦٥، وما بعدها. شرح الأشموني ٣/٢٢.
1 / 134