خلاف الأمة في العبادات ومذهب أهل السنة والجماعة
محقق
عثمان جمعة خيرية
الناشر
دار الفاروق
سنة النشر
١٤١٠ هجري
مكان النشر
الطائف
وإننا نجد دليل هذه الفكرة ومصداقها في كتاب الله تعالى، في كثير من المواضع منه، حيث يذكر الله تعالى هذه الجوانب في سياق واحد تترابط فيه تلك الجوانب وتتمركز حول العقيدة والإيمان الذي تنبثق منه سائر الجوانب والأركان، فقد قال الله تعالى:
﴿ ليس البرَّ أن تولّوا وجوهكم قِبَلَ المشرق والمغربِ ولكنَّ البرَّ من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتابِ والنبيِّين، وآتى المال على حبِّه ذوي القربى واليتامى والمساكينَ وابنَ السبيلِ والسائلين وفي الرقاب، وأقام الصلاة وآتى الزكاة، والموفونَ بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس، أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ﴾. [سورة البقرة، الآية: ١٧٧]
وبعد هذه النظرة العامة للإسلام التي ألمحنا فيها إلى الجوانب الأساسية في بناء هذا الدين، نقف فقرتين اثنتين على مفهوم العبادة بخاصة، نتبين فيهما: المفهومَ الصحيح للعبادة، لئلا نقع في الخطأ والقصور في نظرتنا لها، كما نتبين الحكمة من أداء هذه العبادة وثمراتها، ليكون ذلك مدخلاً وتمهيداً لرسالة شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن ((خلاف الأمة في العبادات)). ثم نقف فقرات أخرى عن كيفية تلقي الصحابة لهذه العبادة، ونشأة الخلاف في بعض أحكامها وأنواعها، منذ الصدر الأول، وما ينبغي أن يكون عليه موقف المسلم من هذا الخلاف في أنواع العبادات. وبالله التوفيق، ومنه نستمد العون .
9