38

خلاف الأمة في العبادات ومذهب أهل السنة والجماعة

محقق

عثمان جمعة خيرية

الناشر

دار الفاروق

سنة النشر

١٤١٠ هجري

مكان النشر

الطائف

يكذب من يزعم من الرافضة(١) أن النبي ﷺ نصَّ على علي بالخلافة نصاً قاطعاً جلياً، وزَعْمِ آخرين أنه نص على العباس(٢).

وعلموا أكاذيب الرافضة والناصبة(٣) التي يأثرونها في مثل الغزوات التي يروونها عن علي، وليس لها حقيقة، كما يرويها المكذبون(٤) الطرقية، مثلَ أكاذيبهم الزائدة في سيرة عنترة والبطّال، حيث علموا مجموع مغازي رسول الله ﷺ وأن القتال فيها كان تسعة مغازٍ فقط، ولم يكن عدة المسلمين ولا العدو في شيء من مغازي القتال عشرين ألفاً(٥).

(١) تطلق كلمة ((الرافضة)) على معنيين، فقد كانت تطلق على أتباع زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه، لما طعن عسكره في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فمنعهم من ذلك، ولم يبق معه إلا مائتا فارس، فقال لهم: رفضتموني؟ فبقي هذا الاسم عليهم. ثم أطلقت كلمة الرافضة على فرق الشيعة عموماً. انظر ((الفَرْقَ بين الفِرَق)) للبغدادي ص(٢١)، ((مقالات الإسلاميين)) للأشعري: (٨٨/٢) ((منهاج السنة النبوية)) لابن تيمية: (١٣/١) وما بعدها.

(٢) هذا الزعم من الرافضة مخالف لكتاب الله تعالى وللآثار عن علي نفسه - رضي الله عنه - ومخالف للواقع، وقد ابتدعه عبدالله بن سبأ اليهودي، وعنه أخذها الرافضة، فلو كان في القرآن نص على بيعته رضي الله عنه لما اختلف الصحابة في ذلك، وقد نفى علي رضي الله عنه أن يكون النبي ﷺ خصَّهم بشيء لم يعمّ به الناس كافة كما في ((صحيح مسلم) (١٥٦٧/٣) وغيره، وقال: لم يعهد إلينا في هذه الإمارة شيء حتى رأينا من الرأي أن نستخلف أبا بكر.. ثم عمر.. (تحفة الأحوذي: ٤٧٨/٦) ولو كان في القرآن نص على مبايعة علي لما بايع هو أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. وقد كتب شيخ الإسلام - رحمه الله - كتابه الضخم ((منهاج السنة النبوية)) لنقض كلامهم والرد عليهم، وفيه الرد على هذه المسألة. وانظر: ((المنار المنيف)) لابن قيم الجوزية ص(٥٧)، ((الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة)) للدكتور / عبد الله الدمیجی ص(١٣٥-١٤٣).

(٣) ((الناصبة)) أو ((النواصب)): هم طائفة من الخوارج يتدينون ببغض علي رضي الله عنه، على طرف النقيض من الرافضة. وبما يحكى وفيه طرافة: أن الشريف الرضي أحضر إلى ابن السيرافي النحوي، وهو طفل لم يبلغ عشر سنين، فلقَّنه النحو، قال الأستاذ له يوماً: إذا قلنا: ((رأيت عَمْراً)) فما علامة النصب في ((عمرو))؟ فقال: بغض عليٌّ! فعجبوا من حدة خاطره. انظر: ((الكليات)) لأبي البقاء الكفوي: (٣٦٣/٤)، ((لسان العرب)): (٧٦٢/١)، ((منهاج السنة النبوية)) لابن تيمية: (١١٥/١)، (٤٩/٢).

(٤) في ((المنيرية)): المكدون، والمثبت من ((مجموع الفتاوى)).

(٥) إشارة إلى مبالغات أولئك في مواجهة علي رضي الله عنه لهذه الأعداد في كثير من الغزوات، وهو وإن كانت شجاعته - رضي الله عنه - معروفة مشتهرة، إلا أنه غني عن إثباتها بهذا الكذب والمبالغات التي يختلقها الرافضة وأمثالهم.

38