272

خواطر الخيال وإملاء الوجدان

تصانيف

غالي الدر وحر الذهب

وكفاه من فخار أن حوى

معجز الغرب وآي العرب

ظهر الجزء الأول من هذا السفر الجليل سنة 1909 حافلا بأبدع وأروع ما جادت به قرائح فحول شعراء فرنسا، فخف إلى تقريظه أكابر الأدباء أمثال: طنطاوي جوهري والمنفلوطي، وطفقت كبريات الصحف تثني على أمانة معربه في النقل وصدق أسلوبه، وبراعته في التوفيق بين البلاغتين الفرنسية والعربية، واحتفاظه بموسيقية القصائد التي عربها وبدقة الفن الذي يفيض عليها رواء وبهجة وجمالا.

بل لقد تجاوزت ذلك إلى نشر قطع من الكتاب هي بالدمى والتماثيل أشبه من حيث انسجام الأجزاء وتلاؤم المظاهر واتزان الصورة العامة، فقد نقلت «اللواء» عنه قصيدة العزلة للشاعر الفرنسي الكبير لامارتين، نشرتها يوم 5 أبريل سنة 1909، ثم نشرت قصيدة «إن للرمال للينا خائنا كلين النساء» لفكتور هوجو التي نشرها «الدستور» في 9 أبريل سنة 1909، ونشرت «الجريدة» يوم 3 أبريل سنة 1909 قصيدة «نابوليون الثاني» لفكتور هوجو.

ولما كان كتاب «بلاغة الغرب» الأول من نوعه، وكان قد حظي بقوة الذيوع والانتشار بين المستنيرين وغواة الأدب، فلا مراء في أنه كان حجرا في زاوية النهضة الأدبية في البلاد، جاء الكتاب في مستهل عهد الثورة الفكرية التي نادت بتحرير الأسلوب والخيال والاتصال بالحياة الجميلة النبيلة، ولو سألت أيا من الكتاب والأدباء المعاصرين سرد أدوار تطوره الفكري لوجدت أنه مر بدور تأثر فيه بمعربات الأستاذ محمد كامل حجاج، ونرجو هنا أن يفطن القارئ إلى ما نقصده بالانفعال والتأثر فهو إما إيجابي وإما سلبي؛ إيجابي في الذين لم يمرحوا في رياض الأدب الغربي، سلبي في دارسيه والمتعمقين فيه، وكلنا قد عالج الانفعال لدى مطالعة قصيدة أو طرفة أدبية كان قد استوعبها بلغتها الأصلية، وقد اطلعنا على الثاني من بلاغة الغرب فجاء تكملة لمجهود فني أدبي عظيم، فإن معربنا الجليل ضم إلى المختار من الشعر الفرنسي نبذا صالحة ونماذج رائقة من الشعر الإنجليزي والألماني والإيطالي، ونحن نرجو حضرته أن يواصل هذا المجهود النافع فيجعله سلسلة متماسكة الحلقات.

صفحة غير معروفة