خواطر حمار: مذكرات فلسفية وأخلاقية على لسان حمار

الكونتيسة دي سيجور ت. 1375 هجري
75

خواطر حمار: مذكرات فلسفية وأخلاقية على لسان حمار

تصانيف

فأجاب لويس: نعم، شاهدنا ذلك، ورأينا كيف كان يعوم لتخليص أوجست.

وقالت إليزا: وكيف قاده بلطف إلى البر!

وقال جاك: مسكين كديشون! فإنه مبلول بالماء الكثير.

فقالت هنريت: لا تلمسه يا جاك لئلا يبل ثيابك، ألا ترى الماء يسيل من جسمه من كل ناحية؟

فقال جاك: وماذا في الأمر إذا كنت أبتل بالماء؟ ثم طوق رقبتي بيديه وقال: إذا بلني الماء فهو لا يبلغ مقدار ما بل كديشون.

فقال لويس: أحسن من أن تعانق كديشون وتثني عليه أن تقوده إلى الإصطبل، حتى تستطيع هناك أن تنشف جسمه وأن تقدم إليه الشعير استجماعا لقوته.

فقال جاك: هذا صحيح، ومعك الحق، تعال يا كديشون.

وتبعت جاك ولويس في ذهابهما إلى الإصطبل بعد أن أشارا إلي بأن أتبعهما، فلما دخلنا الإصطبل أقبل الطفلان يجتهدان في تنشيف جسمي، وكانا يفركانه بقبضة من القش. ولما تم التنشيف جاءت هنريت وجان بمشط فسرحا شعر رأسي وذيلي، فكنت بعد ذلك على أحسن حال وتناولت بشهية حسنة كل ما قدموه إلي من الشعير.

وفي أثناء ذلك قالت هنريت بصوت خافت تخاطب جان: كديشون عنده شعير كثير جدا.

فأجابت: لا بأس بالزيادة، فهو طيب جدا وهي مكافأة له.

صفحة غير معروفة