فصاحوا: فلنذهب إذن للاستئذان وأوجست يحافظ على المائدة. ثم ذهبوا جميعا إلى الصالون الذي كان فيه آباؤهم وأمهاتهم.
فدهشوا حين أبصروا الأطفال ووجوههم محمرة وعليهم آثار التعب وهم يضعون على صدورهم «مرايل» كأنهم خدم المطبخ.
وتقدم كل طفل إلى أمه يستأذنها بلطف في أن تسمح له بأن يتناول طعامه خارجا عن المنزل، فلم تفهم أمهاتهم لأول وهلة سبب هذا الطلب.
ولكن بعد استفهامات وإجابات صدر الإذن، وعادوا جميعا بسرعة إلى مكان المائدة التي كان يحفظها أوجست، ولكنهم لم يجدوه فنادوه باسمه.
فأجابهم بصوت ضعيف كأنه آت من السماء ، فرفعوا رءوسهم فرأوه متسلقا شجرة عالية وقد بدأ ينزل بتحفظ وتمهل.
فقال هنري: لماذا صعدت هذه الشجرة؟
فلم يجب، ولكنه استمر في النزول، فلما وصل إلى الأرض رأوه شاحب اللون مأخوذا، فقالت مادلين: لماذا تسلقت الشجرة يا أوجست؟ وماذا حل بك؟
فأجاب: لولا وجود كديشون لما وجدتموني ولما أدركتم طعامكم، وإنما تسلقت الشجرة لكي أنجو بنفسي.
فقال بيير: قص علينا ما جرى، وكيف أن كديشون أمكنه أن يخلص حياتك ويحفظ طعامنا.
وقالت كاميل: هلموا بنا إلى الطعام نتحدث ونحن حوله، فإنني أكاد أموت جوعا.
صفحة غير معروفة