ولقد اهتم رسول الله
صلى الله عليه وسلم
بأمر الذين يشرحون الدين اهتماما بالغا، ويكفي أن نذكر حديثه الشريف: «من أحل حراما أو حرم حلالا فليتبوأ مكانه من النار» لنعرف مدى اهتمامه بأن تعرف قواعد الدين على حقيقتها بلا تضييق يمسك بخناق الناس، ولا توسع يحلل الحرام ويهدم القيم.
هذا رجاء أضعه أمانة تحت أعين الأئمة، واثقا أنني ناديت مجيبا وأسمعت أمينا.
تحية وعتاب للإذاعة
من أحسن البرامج التي أعجب بها في الإذاعة برنامج ثقافي درامي يذاع في البرنامج العام اسمه من الأدب العالمي، يختارون فيه قصة لأديب عالمي ويقدمونها بعجالة موجزة عن حياة الكاتب، ثم يقدمون القصة وقد أعدت إعدادا دراميا أجده أنا في غاية الجمال والإتقان.
إذن، فالإذاعة تعرف كيف تكون الدراما رائعة، وهي لا شك تدرك جمال اللغة العربية في الأذن فهذه القصص تعد باللغة العربية.
العجيب أن البرنامج العام الذي يقدم هذا، نسمع له تمثيليات لا شك أن مؤلفيها يجهلون الفن الدرامي جهلا تاما، فالحوار مباشر دائما، والنصيحة تخبط النصيحة، والحكمة تصك الحكمة والذي كنا تعلمناه أن الدراما والقصة والرواية جميعا قد صنعت لتنقذ الناس من النصائح والحكم، فإذا ذكرت النصيحة أو الحكمة في العمل الفني سقط العمل الفني جميعا كأنه لم يكن، والمؤلم أننا كثيرا ما نجد هذا التهافت في المسلسلات التي تستمر شهرا ... وهذه المسلسلات تحظى باهتمام كبير من المستمعين وما أجمل أن ننتهز هذه الفرصة لنقدم للناس عملا فنيا مرتفعا يستطيع أن يرتقي بالذوق العام.
ولست أدري لماذا تقتصر التمثيليات الإذاعية على اللغة العامية فيما عدا برنامج من القصص العالمي، ألا نستطيع أن نقدم أيضا من القصص العربي، ونجعل الناس يسمعون لغة عربية بعد أن كادت تكون غريبة عليهم؟ إنه مجرد أمل، فهل إلى تحقيقه من سبيل!
ثروت أباظة
صفحة غير معروفة