خواطر ثروت أباظة

ثروت أباظة ت. 1423 هجري
58

خواطر ثروت أباظة

تصانيف

وأعتقد أيضا أنكم لو ذهبتم إلى الناخبين وقد تنازلتم عن هذا الحق الشاذ الذي لا مثيل له في أي دولة ديمقراطية أو غير ديمقراطية في العالم، سيكون منظركم أكثر إشراقا وجمالا، ويكون انتخابكم أيضا أكثر احتمالا.

ثروت أباظة

لم يتسع الوقت

الأهرام - العدد 32669

21 مايو 1976

حين تقرر أن يسافر إلى السعودية لأعمال الشركة البولندية التي يعمل بها، لم يفكر في شيء آخر إلا أن يزور الأماكن المقدسة، ويطوف حول الكعبة المكرمة، ويقف أمام شباك النبي.

ولم يكن توقه إلى العمرة عن أي شعور بالإيمان، بل كان كل ما يفكر فيه هو تحدي هذه الرواسب التي تسيطر على أفكار المسلمين، والتي يرى أن انصياعهم لها ما هو إلا تعلق ببقايا الأبوة وعهود الصبا والطفولة.

وكان واثقا أن الإنسان المتحضر لا يمكن أن يؤمن بفكرة الدين أو التعلق بأوهامه!

وهو واثق من نفسه وأفكاره، وقد ازداد بها وثوقا حين اختار المذهب الشيوعي مذهبا، وانسلك في قالبه، وواجه كل ما واجهه أصحاب المذهب من عقاب، كما نال كل ما ناله هؤلاء من ثواب.

والوظيفة التي يرتع فيها الآن ما هي إلا نهلة من فيض البحر الذي انسكب على أبناء مذهبه، فما كانت الشركة البولندية لتعينه لو لم يكن شيوعيا غارقا في الشيوعية يهب لها نفسه وإلحاده، ويقدم إليها أيضا فقره لترده عليه غنى ووفرة ورفاهية ورخاء.

صفحة غير معروفة