غدا خضرا نضيرا في المعاني ... فأصبح روضه عطر الشميم فمن جرح وتعديل حواه ... ومن علل، ومن فقه قويم
ومن أثر، ومن أسماء قوم ... ومن ذكر الكنى لصدر فهيم
ومن نسخ، ومشتبه الأسامي ... ومن فرق، ومن جمع بهيم
ومن قول الصحاب وتابعيهم ... بحل أو بتحريم عميم
ومن نقل إلى الفقهاء يعزى ... ومن معنى بديع مستقيم
ومن طبقات أعصار تقضت ... ومن حل لمنعقد عقيم
وقسم ما روى حسنا صحيحا ... غريبا فارتضاه ذوو الفهوم
ففاق مصنفات الناس قدما ... وراق فكان كالعقد النظيم
وجاء كأنه بدر تلالا ... ينير غياهب الجهل العظيم
فنافس في اقتباس من نفيس ... بأنفاس، ودع قول الخصيم
فإن الحق أبلج ليس يخفى ... طلاوته على الذهن السليم
وفضل العلم يظهر حين ينأى ... عن الأرواح مألوف الجسوم
فمأوى العلم مرقى الثريا ... ويبقى في الثرى أثر الرسوم
وليس العلم ينفع من حواه ... بلا عمل يعين على القدوم
كتاب الترمذي غدا كتابا ... يعطر نشره مر النسيم
وإسنادي له في العصر يعلو ... أساوي فيه ذا سن قديم
فربي الله أحمد كل حين ... على إيلاء إفضال عميم
وصل مد الزمان على رسول ... يفوح لذكره أرج النسيم
صفحة ٦١