يقولون: «إن في تلك الكواكب البراقة أودية وظلالا، فأي فتاة من أهل السماء تنتظرني اليوم تحت كروم هذا النجم اللامع لأقبلها وأشرب من عصير تلك الكروم وأستأنف الحب في عليين، على مرأى من الملائكة والمطهرين.» •••
وا أسفاه لو فلت الشباب، ولم نقض من الشباب إربته.
أن الحياة جميلة، وخير ما في الحياة ربيعها، وخير الربيع ما انقضى بين الحب والعمل والأمل.
الدعوات
على ذكر الحرب
شرنفاش في 12 من نوفمبر سنة 1915
لأهل القرى أصوات أجهر من أصوات المتحضرين؛ وربما كان ذلك؛ لأن صدور القرويين هي أقدر على دفع الهواء وهزه بقوة، أو لأن هواء القرية غير ممزق بالحركات المختلفة التي تقوم عليها المدينة، أو لأنه بليل برطوبة النبت الغض والحقول العطرة، أو من هذه الأسباب جميعا. ولقد طوح النوم عني صوت علا غير بعيد من نافذة غرفتي يدعو لآخر بالبركات. وبمقدار ما آلمني أن أتخلى عن راحة كنت في حاجة شديدة إليها، سرني أن استقبل الصباح على صوت امرئ من الأنس يبغي الخير لأخيه.
أثار ذلك الحادث في نفسي خواطر شتى، تطوف حول الدعوات، وتجر إلى البحث في ماهية الأماني، وما ينجم من الشعور بالضعف عند عدم نيلها، وما يكون من الاستنجاد بقوى عظمى تذعن لها قلوب الناس يوم تظل عقولهم وقدرتهم قاصرة عن إدراك ما يطمع العلم في كشف أسبابه، وغير ذلك من المسائل التي يطرحها أهل العلم للتنقيب.
وقد يكون للسادة رجال الدين آراء في تلك المطالب التي يوجهها العبد إلى رب حكيم قدير، إن شاء ردها، وإن شاء لقيها بقبول.
لست اليوم أبحث في الدعوات من سبيل السادة أهل العلم، أو من وجهة السادة أهل الدين، وحسبي أنها نزعات فطرية موجودة في البشر منذ علم للبشر تاريخ. يسجل القلب تلك النزعات، ثم يرفعها اللسان نحو ملكوت مسير الأمور ومصرف الأحوال.
صفحة غير معروفة