هذه كلمة للعمل، وذاك للكسل. هذا للشقاء وذاك للنعمة، هذا للخديعة، وذاك للغرور، وهذه للقوة، والآخر للضعف، وهذا للحق، وهذا للباطل. وهلم جرا.
تلتئم هذه المفردات جميعا لتركب جملة واحدة؛ بل هيكلا واحدا معناه حياتنا الاجتماعية. •••
إذا جاز لأهل البلاغة أن يحكموا على فصاحة الجملة بسلامة الألفاظ وحسن التركيب، فقد يجوز لأهل الاجتماع أن يحكموا على رقي الجماعة بما تحمله أفرادها من تلك المعاني المختلفة.
في الجماعات الوضيعة تربى المفردات السقيمة ذات المعاني الواهية، فإذا رأيت الطريق تموج بأفراد، هذا يمثل دور الكسل وذاك دور اللئيم، وهذا دور المنحط، وذاك دور الخادع. وهذا دور الذليل، فقل: إن هذه الجملة الاجتماعية عليلة لا ينشرح لها الصدر، ولا تجود إلا بمعنى الحياة المنحطة.
وإذا رأيت في بلد ما أن الطريق تموج بأفراد تحمل النشاط قلوبهم والجمال وجوههم، والبشر محياهم، والقوة أجسامهم والنظام أعمالهم، فقل: إن تلك الجملة الناطقة التي يحملها هذا الطريق هي فصيحة بليغة، تدل على رقي الجماعة.
رقي الجماعة هو رقي أفرادها وعظمتها تكون في تعدد أساليب هذا الرقي تعددا يظهر في اختلاف المواهب السليمة للأفراد.
رغيف الشفاء
بين الواقع والخيال
شرنفاش في 8 من أكتوبر سنة 1915
في الحياة ناس ممتعون يحويهم الوجود وهو كاره. يدنون إلى النعيم من طرق يكره الله أن يسير فيها البشر الصالح؛ لأنها مسالك الأدنياء والأشرار، ويقول أهل العبادة والتوكل بأن الله لا يطرح البركة في عيش هؤلاء الناس وصدق السادة المتوكلون.
صفحة غير معروفة