أربعة دراهم فتصدق بواحدة ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية وروى أنه يستقى بيده نخل قوم من يهود المدينة حتى نحلت يده ويتصدق بالأجرة ويشد على بطنه حجرا قال الشعبي انه كان أسخى الناس ما قال لسائل لا قط وقال معوية ابن أبي سفيان لمحقن ابن أبي محقن الظبي لما قال له جئتك من عند أبخل الناس يعني عليا عليه السلام قال له ويحك كيف تقول انه أبخل الناس ولو ملك بيتا من تبن و بيتا من تبر لا نفذ تبره قبل تبنه وهو الذي يكنس بيت الأموال ويصلي وهو الذي قال يا صفراء يا بيضاء غريا (غري) غيري وهو الذي لم يخلف ميراثا إلى غير ذلك من الفضايل والكرامات واما رتبته في الآخرة فإنها لا تكون لنبي صلى الله عليه وآله أو وصي نبي لأنه صاحب الحوض واللواء والصراط والاذن وروى الخوارزمي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا يدخل الجنة الا من جاء بحوار (بجوار) من علي بن أبي طالب عليه السلام وعن ابن عباس أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كان يوم القيامة أمر الله جبرائيل ان يجلس على باب الجنة فلا يدخلها الا من معه براءة من العذاب من علي بن أبي طالب عليه السلام وعن جابر بن سمرة قال قيل يا رسول الله (من) صاحب لوائك في الآخرة قال صاحب لوائي في الآخرة صاحب لوائي في الدنيا علي بن أبي طالب عليه السلام وعن عبد الله ابن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كان يوم القيمة ونصب الصراط على شفير جهنم لم يجر عليه الا من كان معه كتاب بولاية علي بن أبي طالب ولمحبيه أيضا المرتبة العالية ففي مسند ابن حنبل عن النبي صلى الله عليه وآله انه اخذ بيد الحسنين عليهما السلام وقال من أحبني وأحب هذين وأحب أباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيمة وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أحب ان يتمسك بقبضته الياقوت التي خلقها الله تعالى ثم قال كوني فكانت فليتول علي بن أبي طالب عليه السلام من بعدي وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لو اجتمع الناس (على حب) علي عليه السلام لم يخلق الله النار وقال صلى الله عليه وآله حب علي حسنة لا يضر معها سيئة وبغض علي سيئة لا تنفع معها حسنة وعن سلمان قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول من أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغضني فقد أبغض الله ومن أبغض عليا عليه السلام فقد أبغضني وروى احطب خوارزم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال من أحب عليا عليه السلام قبل الله صلاته وصومه واستجاب دعائه الا ومن أحب عليا عليه السلام أعطاه الله بكل عرق في بدنه مدينة في الجنة الا ومن أحب آل محمد فانا كفيله في الجنة مع الأنبياء الا ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيمة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله وفي مناقب الخوارزمي عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال من غضب عليا عليه السلام بعدي فهو كافر وقد حارب الله ورسوله وعن معوية بن وجيس القشري قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام لا يبالي من مات ويبغضك مات يهوديا أو نصرانيا وعن انس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام كذب من زعم أنه يحبني وببغضك وعن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام وفاطمة والحسنين انا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم وعن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام أنت سيد من في الدنيا ومن في الآخرة من أحبك أحبني ومن أحبني أحب الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله ويل لمن أبغضك إلى غير ذلك من الاخبار التي ملأت الأقطار وظهرت ظهور الشمس في رابعة النهار لكنها لم تبلغ عايشة أم المؤمنين المطلعة على جميع الأخبار الصادرة عن خاتم النبيين ولا بلغت معوية كاتب الوحي فكتبها ولا كتب الآيات الدالة على فضل أمير المؤمنين عليه السلام وعلى لزوم مودة أولي القربى ولا بلغت المشايخ الأوليين حتى جعلوا أمير المؤمنين عليه السلام معزولا لم يأتمنوه على أدنى الولايات وليت شعري كيف تكون محبة من لم يكن نبيا ولا إماما ايمانا (وتركها كفرا صح) وكيف تثبت هذه المرتبة الجليلة المتاخمة مع مرتبة النبوة لمن يكون كبعض الصحابة وكيف كان فالاخبار متواترة معنى ان لم يكن التواتر اللفظي على أن اعتقاد ولاية علي عليه السلام ومحبته من أصول الدين وذلك انما يجرى على أصول الشيعة واما المثالب الثابتة للقوم التي يأبى كثير منها الاسلام فضلا عن الايمان والعدالة فكثيرة لا يمكن ضبطها ولكن نذكر نبذة منها إما ما صدر من الأول أمور منها التخلف عن جيش أسامة وقد تواتر تلك (ذلك) وتواتر لعن المتخلف وللتخلف باعث معنوي يدركه كل ذي رؤية ومنها شهادة عمر ان بيعته كانت فلتة وقد أوردوها في كتبهم وتأولوها بالفجائة وقوم قالوا فتنة ومنها استقالته المشهورة وهي مروية بأنحاء مختلفة ومنها منع فاطمة الزهراء ارثها برواية مخالفة للقران وقد روى البخاري بطريقين ان فاطمة عليها السلام أرسلت تطالبه بميراثها فمنعها من ذلك فغضبت على أبي بكر وهجرته ولم تكلمه حتى ماتت ودفنها علي عليه السلام ليلا ولم يؤذن بها أبو بكر وهذا لا يكون الا من عدم انذار النبي صلى الله عليه وآله لأهل بيته فيلزم ان يكون النبي قد خالف الله تعالى في قوله تبارك وتعالى وانذر عشيرتك الأقربين لأنه لم ينذر عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام والعباس ولا أحدا من بني هاشم الا مرتين ولا أحدا من نسائه ولا أحدا من المسلمين وروى الحافظ بن مردويه باسناده إلى عايشة انها ذكرت كلام فاطمة لأبيها وقالت في اخره وأنتم تزعمون أن لا إرث لنا أفحكم الجاهلية يبغون الآية يا معشر المسلمين انه لا ارث أبي يا ابن أبي قحافة أفي كتاب الله ترث أباك ولا ارث أبي لقد جئت شيئا فريا فدونكها مرحولة مختومة في عنقك تلقاه يوم حشرك ويوم نشرك فنعم الحكم الله تعالى والمقيم محمد صلى الله عليه وآله والموعد يوم القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون وروى الواقدي وغيرهم من العامة ان النبي لما افتتح خيبرا اصطفى لنفسه قرى من قرى اليهود فنزل عليه جبرئيل عليه السلام بهذه الآية وآت ذا القربى حقه فقال النبي صلى الله عليه وآله ومن ذا القربى وما حقه قال جبرئيل عليه السلام فاطمة عليها السلام فدفع إليها فدك والعوالي فاستعملتها حتى توفي أبوها فلما بويع أبو بكر منعها فكلمته فقال ما أمنعك عما دفع إليك أبوك فأراد ان يكتب لها فاستوقفه عمر فقال امرأة فلتأت على ما ادعت ببينة فأمرها أبو بكر فجائت بعلي عليه السلام والحسنين عليهما السلام وأم أيمن وأسماء بنت عمير فرد شهادتهم فقال لا إما علي فإنه يجر نفعا إلى نفسه والحسنان ابناك وأم أيمن وأسماء نساء فعند ذلك
صفحة ١٧