«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)
محقق
رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الناشر
(بدون)
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
تصانيف
إلى سليمان ﵊، وفي حديث الإسراء أيضًا أنهم سألوه عن أشياء منها أنهم سألوه عن عيرهم قال: «مررت بها بالتّنعيم»، قالوا: فما عِدّتها وأحمالها وهيئَتُها، قال: «كنت في شغل عن ذلك»، قال: «ثم مُثِّلَتْ له بعدّتها وأحمالها وهيئتها ومن فيها»، فقال: «نعم هيئتها كذا وكذا، وفيها فلان وفلان يقدُمها جمل أورق (١) عليه غرارتان محيطتان تطلع عليكم عند طلوع الشمس» فأحصَوا جميع ذلك فوجَدوه كما أخبر (٢)؛ وحَمل البعير بأحمالها وما فيها أعظم [ق ٤٤/ظ] من حمل عرش بلقيس، ومن ذلك أن النّجاشي لما مات ضرب جبريل ﵇ الجبال بجناحه فتوطأت حتى نظر
النبي ﷺ إلى نعشه فصلّى عليه فيما قيل (٣)، وأعظم من ذلك كله ما في صحيح مسلم في حديثٍ ذكره عنه ﷺ أنه قال: «إنّي صُوّرت لي الجنّة والنّار، فرأيتهما دون هذا الحائط» (٤)، (وأعظم) (٥) من ذلك حمله على البراق إلى (فوق) (٦) سبع سموات وإلى فوق سدرة المنتهى وخرق الحجب حتى دنا من ربّه تعالى وتقدس فكان قاب قوسين أو أدنى، فكل ذلك أعظم من حمل عرش بلقيس من مسافة من الأرض قربت (٧) أو بعدت،
(١) في ب "ورق"، قال ابن الأثير في النهاية (٥/ ٣٨٦): "الأورق: الأسمر، والورقة: السمرة، يقال: جمل أورق وناقة ورقاء".
(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٢٤/ ٤٣٢) ح ٢١٠٧٩، من طريق أم هانئ بن أبي طالب ﵂، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٧٦): "رواه الطبراني في الكبير، وفيه عبدالأعلى بن أبي المساور، متروك كذاب".
(٣) انظر: رد المحتار على الدر المختار (٢/ ٢٠٩)، لابن عابدين، الطبعة الثانية ١٤١٢، دار الفكر، بيروت؛ البحر الرائق شرح كنز الدقائق (٢/ ٣١٥)، لابن نجيم الحنفي، الطبعة الأولى ١٤١٨، دار الكتب العلمية، بيروت؛ وقد جاءت الإشارة إليه في حديث عمران بن حصين ﵁ الذي أخرجه ابن حبان في صحيحه (٧/ ٣٦٩) ح ٣١٠٢، فصل في الصلاة على الجنازة، ذكر البيان بأن المصطفى ﷺ نعى إلى الناس النجاشي في اليوم الذي توفيه فيه، بلفظ: "أنبأنا رسول الله ﷺ أن أخاكم النجاشي توفي، فقوموا فصلوا عليه، فقام رسول الله ﷺ، وصفوا خلفه، وكبر أربعًا، وهم لا يظنون إلا أن جنازته بين يديه"، قال شعيب الأرنوؤط: "إسناده صحيح".
(٤) أخرجه مسلم (٤/ ١٨٣٤)، كتاب الفضائل، باب توقيره ﷺ وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه أو لا يتعلق به تكليف وما لا يقع ونحو ذلك، ح ٢٣٥٩.
(٥) "وأعظم" ليس في ب.
(٦) "فوق" ليس في ب.
(٧) في ب "أقربت" بزيادة الهمزة.
1 / 464