خريدة القصر و جريدة العصر

عماد الدين الكاتب الاصفهاني ت. 597 هجري
53
ودام جُودُك عون الدّين يغمرُنا ... يا مَنْ تعيشُ بما تسخو به المهجُ إصنَع لهمٍّ أخي همٍ تقلقله ... فصدرُه ضيق من رُعبِه حرِج ومنها: مولاي قد قصُرت بها نهضتي كبَرًا ... فما عليّ بشكوى فاقةً حرَجُ يا خيرَ من لاحظَ المضطرّ نائلُه ... وخيرَ ذي كرم في بابه ألِجُ أنت المؤمّلُ للغمّاء تكشِفُها ... إذا تخطّفتِ المستصرِخ اللُّجَجُ يا محسنًا طرَدت آلاؤه كرمًا ... ما في فؤادي من اللأواء يعتلجُ طيّبْ بقيّة عمري بالتّعهد لي ... يا من له طيبُ ذِكر نشرُه أرِجُ يا من له حجّة بالعزّ قائمة ... إرحَمْ لك الخيرُ شيخًا ما له حُججُ فإنّ من جاوزَ العُمريْن قد خرِبتْ ... بالعجزِ منه أعالي القصرِ والأزَجُ ففيمَ تخدَعُني الدُنيا بزينتها ... والحَينُ قد حان والأحبابُ قد درَجوا والرّزقُ ما دمتُ حيًا أبتغيه كما ... يرومُه يافعٌ في حرصه لهِجُ ومنها: آن الأوانُ وأعمالي التي سلَفت ... عِقدٌ يجاورُ فيه دُرّهُ السّبَجُ وذو الجلال إذا ما شاءَ محّصها ... برحمةٍ منه بالغفران تمتزجُ إنّ الذّنوب ذُنوبَ العفوِ يغسِلُها ... فطيمئنّ بها في الحشرِ منزعجُ وأنت واللهِ في علمٍ وفي عملٍ ... من يستقيمُ به في العالم العِوَجُ أولى بمجدِك أن تحنو على يفَنٍ ... مديحُه بالذي أوليتَ مبتهجُ فالعدلُ عندك والإحسان سوقُهما ... قامت على قدَمٍ ما شانَها عرَجُ وما أحاولُ من نَعمءَ تُسبغُها ... فثوبُها لي بما أرضاه ينتسجُ جنابُك الرّحبُ يا أندى الكرام يدًا ... فيه بصنعك عنّي الضّيقُ ينفرجُ ومنك آمُلُ بعد الله عارفةً ... بها يزيّل عنا الشدةَ الفرَجُ فانظُرْ إليّ بإحسانٍ تحوزُ به ... حسنَ الثّواب الذي تعلو به الدّرجُ فليس إلاك مُجدٍ نستجيرُ به ... من الخطوبِ التي تنكيلُها سمِجُ فالناس بالناس في الأزمان بعضُهُم ... للبعض في ظُلَمٍ تغشاهُمُ سُرُج وله من قصيدة يشكو فيها قسمة الحظّ، من جملتها: يُعطي البُغا لابنِ السّمي ... نِ ويحرِمُ الفافا وقَيْلَقْ ابن السّمين: رجل شيخ، محدّث. والفافا وقيلق: كانا مملوكين لابن الأنباري، موصوفين بالحسن. وله في أمين الدولة، المعروف بابن التّلميذ: ليس يُعطي مَن يؤملُه ... غيرَ طلْقِ الوجهِ والقُبلِ ولُفيظاتٍ ينمّقُها ... خُدعةَ الجمّالِ للجمَلِ وقيامًا ما يُخلّ به ... ذا يكدّي آخرَ العملِ وسمعت أن ابن التّلميذ نفّذ إليه ثوبًا أسود في جوابه، وكتب معه: أحبّك في السّوداء تسحب ذيلَها ... خطيبًا ولكن لا بذكرِ مثالبي ونقلت من خطّ ابن الفضل الشاعر قطعة، كتبها الى البُرهان عليّ الغزْنَويّ الواعظ، وكان يذكره ويتعرّض به: الى متى تجْني وتستعدي ... يا سيئَ التّدبيرِ والعهدِ فحاسبِ النّفسَ على ما كلّ ما ... تأتيه من جورٍ على عمْد ولا تُغاثثْ بعتابي على ... إغضاءِ وافٍ صالح الوُدِّ واترُكْ برأيي دسْتَنا قائمًا ... واجعلْهُ بالشّطرنْجِ لا النّردِ ففصُّك المعلولُ في اللّعن لي ... يحرّم القمرَ بلا بُدّ وسالفُ الصُحبة لا تنسهُ ... ولا تثوّرْ بالأذى حِقدي ولا تجدّدْ بعتابي من ال ... إوان ما سكّنتَ من وجْدي دعني أُصادي النّفسَ عن غيظِها ... منك بشكرِ البِرِّ والرِّفدِ إنّ الأذى والمنّ قد صيّرا ال ... لِباس منه خلَق البُردِ

1 / 53