فابتسمت متشجعة وقالت: أتلعن العلم إكراما لي حقا أم لعداوة قديمة؟! - بل إكراما لك وإن لم يخل الحال من عداوات قديمة، ترى ما أحب العلوم إليك؟ - التاريخ واللغات!
وكان على عكسها يحب العلوم والرياضة، ولكنه أبدى سرورا طافحا وصاح بعزم: اتفقنا والحمد الله!
فعجبت لسروره وسألته: وما عبرة السرور لذلك؟!
فقال بلباقته المعهودة: كيف غاب عنك هذا يا عزيزتي؟! ألم يكن ذلك الاتفاق في الميول العقلية أصلا وبشيرا باتفاقنا «الروحي» الذي نلتقي عنده الآن؟
فتورد وجهها وطرفت عيناها - وهي عادتها إذا تولاها الحياء - ولم تنبس بكلمة، فسألها بإغراء: ألا توافقينني على رأيي؟
فلازمت الصمت، أو لازمها الصمت على الأرجح، وعاد يقول برفق: هل أجد في صمتك جوابي المرجى؟
ولحظها، فخالها تبتسم، فخامره الحماس وقال بصوت خافت: عرفت ذلك من أول نظرة!
فلم تتمالك أن قالت وفي عينيها ابتسامة صريحة: أول نظرة! - أجل. - شيء لا يصدق! - ألا تؤمنين بالنظرة الأولى؟ - ألا تغالي؟ .. أحقا ما يقال عن النظرة الأولى؟
فقال بحماس تألقت له عيناه العسليتان الجميلتان: هو الحق الذي لا مراء فيه!
فقالت وقد غيرت لهجتها: نحن لم نتعارف بعد !
صفحة غير معروفة