فقال ملاطفا: بل أنت زوجتي، ولكني لا أريد خلفا!
ولما تنغص العيش في الأيام التالية، حزم أمره وسرحها، وصديقه عبيد رئيس الحسابات كان الشاهد وحافظ السر، ومن شدة اضطرابه انتقل إلى حجرته، فأطلعه على الصورة، وهز الرجل رأسه وتمتم: مسكينة، ترى كيف قتلت؟ - سنعرف غدا أو بعد غد، وليس من العسير تخيل ذلك.
وتبادلا نظرة لم يرتح لها أنور حامد كثيرا، فقال: كانت عنيدة، فماذا كان يمكن أن أفعل؟!
فقال المدير بنبرة مخففة: كانت تحبك جدا، ورغبت في الأمومة. - ولكن الناس والأهل! .. لا يخفى عليك ذلك. - طبعا، فليغفر الله لنا جميعا!
امتعض مليا، ثم تساءل: هل أذهب إلى البوليس؟! - أظن هذا. - ولكن، ألا يجر ذلك إلى متاعب، وأنا شارع في الزواج؟
فتفكر الرجل قليلا، ثم قال: إذن لا تذهب، وإذا جاء ذكرك في التحقيق مستقبلا، فادع أنك لم تر الصورة. •••
ولم يطلع حسونة المغربي على الصورة إلا حوالي العصر، وهو موعد استيقاظه من النوم عادة كل يوم، وفرك عينيه كأنما لا يصدق، وقال: درية! .. يا للشيطان!
وأدام النظر إلى الصورة، ثم غمغم: لماذا قتلت؟!
ومضى إلى الحمام وهو يتجشأ حموضة الخبر، وسرعان ما استرد هدوءه، فقال: ولكنك شيطانة مجرمة!
ثم مواصلا، وهو يغسل وجهه: الجزاء من جنس العمل.
صفحة غير معروفة