والجبال في المنطقة التي جرت فيها الحركات قليلة، وهي لا تتعدى سلسلة طويق في نجد تمتد من الشمال إلى الجنوب في جبلين متوازيين، ويشرف الجبل الغربي على رمال الدهناء الواقعة بين خليج فارس ونجد، والسلسلة جرداء، لا نبت ولا ماء. وفي القسم الجنوبي من منطقة العارض يفصل وادي حنيفة هذين الجبلين أحدهما عن الآخر، فيجري أولا من الشمال إلى الجنوب بعد أن تصب فيه عدة شعب من الشرق والغرب، وفي جنوبي الرياض يغير مجراه إلى الجنوب الشرقي فيصب في رمال الأحقاف.
وما عدا سلسلة طويق نجد سلسلتين أخريين في منطقة جبل شمر، وهما: جبل أجأ وجبل سلمى، وهما موازيان يفصل أحدهما عن الآخر وادي الفسن، ويمتد كلا الجبلين من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، وجبل أجأ باتصاله بالجبال المنفردة الواقعة في جنوب غربية يكون سلسلة طويلة تمتد إلى حرة خيبر في الحجاز.
والسلسلتان حجريتان ارتفاعهما من 500 إلى 800 متر، والجبال المتفرقة التي تتشعب من هاتين السلسلتين تحيط بها الكثبان الرملية والبادية الواقعة بين الحجاز، وسلسلة طويق متكونة من هضبة مرتفعة يتفاوت ارتفاعها من 1000 متر إلى 1500 متر، ويكتنفها بعض الروابي الحجرية المنفردة. وهذه الهضبة تنفصل عن هضبة جبل سمر بوادي الرمة الذي يبدأ من حرة خيبر، ويجري من الغرب إلى الشرق، وبعد أن يسقى بآبار منطقة القصيم الغنية يغير جهته إلى الشمال الشرقي إلى أن يصب في أرض السواد بجوار البصرة.
والوادي هنا أخطر الوديان الواقعة في دار الحركات، وهو يفتح خطوط الحركات بين الحجاز ونجد، وعندما تقطع الوديان وشعابها السلاسل الجبلية تكون العقبات المضائق والمنعطفات التي تنساب فيها الطرق.
والساحة مملوءة بالأنفدة الرملية، والكثير منها يتجه من الشمال إلى الجنوب أو من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي؛ لذلك تعترض الوديان الطرق الممتدة من الغرب إلى الشرق.
ومن جملة العوارض التي تتصف بها دار الحركات الحرات، وهي الأراضي البركانية التي تكتنفها الحجارة الخامدة، وهذه الحرات واقعة إلى شرقي الحجاز وأخطرها حرة خيبر الواقعة في شمال المدينة مسافة بضع مراحل.
والبقاع الآهلة بالسكان في هذه الساحة هي الواحات في بطن الوديان أو في الأرض المنخفضة التي انصرفت إلى بطنها مياه الأمطار وأخطرها واحة المدينة في وسط وادي الحمص، ثم واحة بريدة وعنيزة في وسط وادي الرمة، وواحات العارض الممتدة على طوار وادي حنيفة، ثم واحات السدير وواحة خيبر، وواحات جبل شمر.
وتمتد الطرق في الوديان للاستفادة من المياه المتراكمة فيها في زمن الأمطار من الآبار المحفورة على طوارها، وهذه الطرق تبدأ من المدينة، ومنها ما يتجه شمالا، فبعد أن يمر بخيبر يمتد إلى وسط جبل شمر سالكا السفوح الجنوبية لسلسلة أجأ، ومنها ما يتجه نحو الشمال الشرقي إلى أن يهبط إلى وادي الرمة فيسلكه حتى يصل إلى واحات نجد الغنية، ولا سبيل إلى السير على خارج الطرق لوعورة الأرض وندرة الماء فيها.
أسباب الحروب
مات رسول الله والإسلام لم يتمكن من قلوب جميع العرب الساكنين في الجزيرة، وادعى بعض الرؤساء النبوة في آخر أيام الرسول، وارتد الكثير من العرب بعد وفاته.
صفحة غير معروفة