وزعم قوم انه قد يتفق ان يعرض في باطن الارض التي هي مستقر البحر ريح عاصفة مقاومة الارض فتشقها صاعدة. وربما حملت لقوتها مع ما صحبها من الابخرة شيئا من ما البحر وحيواناته كالضفادع والحيات. والأسماءك والقاها حيث انتهت بها ع ان السحاب مختلف لونه فيري منه الي الحمرة. وتارة الي البياض مرة. والي السواد حينا وذلك بحسب الاعراض والمقابلات. فاذا قابلت الشمس السحاب بعض المقابلة رؤي السحاب ابيض وان كان غربيا رقيقا والشمس منحطة رؤي اصفر في احمر ث اسود وهذا كله يعرض للعين لبعض ما يدخل عليها.
وللعرب مخائل لغوادق الأنواء لا تكذب قالوا اذا اشتد برد الجو الاعلى الكائن بين السماء والغمام قوي على المطر الذي ينزل من الغمام واحاله ثلجا وقد يشتد برد هذا الجو بربح تعرض غلابه مبردة له فيجمد ذلك الهوا الممتزج بالبخار لامائي قبل ان ينعقد فيها وينزل والسماء ثلج مستطيلا التصلا اجزائه بعضها ببعض بتبريد الريح له وهو المسمي بالزمهرير ولذلك يسمع بحركته في الجو صوت اشد من صوت الثلج الكائن من الغمام وان كان مع البرد ييس شديد صار ذلك الثلج بردا وقيل البرد رطوبة هربت من حرارة الهوا الي جوف السحاب فييست فيه.
واما الرعد فقيل انه ملك موكل بالسحاب يسوقه من بلد الي بلد كما يسوق الراعي ابله فكلما خلاف سحاب صاح به وزجره والذي يسمع هو صوت الملك روي ذلك عن ابن عباس وقال بعضهم يجوز ان يسمي صوت الملك رعدا مجازا كما تقول سمعت الطبل اي صوت الطبل. وبتردده المتدارك سمي رعدا والرعد حركة وقيل الصوت الذي يسمع من السحاب هو اضطراب اجرام السحاب فتنقص اذا حدتها الريح فتصوت عند ذاك.
وزعم الحكما ان الرعد ريح تنشا عن البخار اليابس الدخاني فتختتق من السحاب فاذا وجدت خللا كان خروجها منه ذلك الصوت, وشبه ارسطو الصوت الذي يكون من السحاب بالحطب الاخضر الذي يستعمل في النار فيسمع له قعقعة وقال قوم انه صوت اسطكاك الاجرام وسبب اصطكاكها تحريك الرياح الشداد المختلفة لها اذا تراكمت وربما قدح اسطكاكها نارا وكان منه البرق وذلك كما يراه البحريون عند تموج البحر واضطراب امواجه من شرر ناري يحدث عند ذلك بحيث تضي منه البحر في الليل المظلم والبرق.
فروي انه ضرب الملك الموكل بالسحاب له بمخراق من حديد. وعن مجاهد ان الله
صفحة ١٢٠