ويوم الاثنين وتسميه العرب اهون وهو يوم مبارك فيه ولد رسول الله وفيه نبي وفيه قدم المدينة مهاجرا وفيه قبضه الله اليه ويستحب صيامه وصيام يوم الخميس وتسميه العرب مؤنس وفيها تفتح ابواب الجنة وتعرض الاعمال خرج ابو عيسى محمد ابن عيسى بن سورة الترمذي رحمه الله من حديث سهيل بن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة ان رسول الله قال تعرض الاعمال يوم الاثنين , والخميس فاحب ان تعرض على وانا صائم قال الترمذي حديث حسن غريب, وللإمام ابي عبد الله مالك بن انس رحمة الله عليه في موطئه حديث سهيل عن بيه عن [ بي هريرة ان رسول الله قال تفتح ابواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد مسلم لا يشرك بالله شيئا الا رجال كانت بينه وبين اخيه شحنا فيقال انظروا هذين, حتي يصطلحا. ويقال ان يوم الاثنين كان عيد الصابئة .
فصل وفي شهور السنة العربية ايام لها فضل وذكر منها اول العالم قال تعالى {لمسجد أسس على التقوي من أول يوم أحق أن تقوم فيه} [التوبة 108] قال ابو القاسم عبد الرحمن ابن عبيدالله بن احمد السهلي رحمه الله وفي قوله تعالى سبحانه من اول يوم. وقد علم انه ليس اول الايام كلها ولا اضافة الي شي من اللفظ الظاهر فيه من الفقه صحة ما اتفق عليه الصحابة مع عمر حين شاورهم في التاريخ فاتفق رايهم ان يكون التاريخ من عام الهجرة لا في الوقت الذي عز فيه الاسلام. والحين الذي امن فيه النبي واسس المساجد وعبدالله تعالى امنا كما يحب فوافق رايهم هذا ظاهر التنزيل وفهمنا الان بفعلهم ان قوله سبحانه من اول يوم ان ذلك اليوم هو اول ايام التاريخ الذي نؤرخ به الان فان كان اصحاب رسول الله أخذوا هذا من الاية فهو الظن بهم وبافهامهم لانهم اعلم الناس بتاويل كتاب الله وافهمهم بما في القرءان من اشارات وافصاح.
وان كان ذلك منهم عن راي واجتهاد فقد علمهم الله ذلك منهم قبل ان يكونوا واشار الي صحته قبل ان يفعل اذ لا يعقل قول القائل فعلته من اول يوم الا باضافة الي عام معلوم او شهر معلوم او تاريخ معلوم وليس ها هنا اضافة في المعني لا هذا التاريخ المعلوم لعدم القرائن الدالة على غيره من قرينة لفظ او قرينة حال فتدبره فقيه معتبر لمن ذكر وعلم لمن راي بعين فؤاده واستبصر.
قلت. وقد كانت الخلفا الفاطميون أولاد الامام عبيدالله المهدي بن محمد الحبيب بن جعفر المصدق بن محمد المكتوم بن الامام اسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن
صفحة ١٦٥