ولا يمكن أن تؤدي الدراسة مع الذكاء الأصيل إلى الضرر، ويجب لهذا السبب أن تجد الآراء الجديدة ضيافة حسنة في أذهاننا، ولا بد أننا بعد الدراسة سنقول كما يقول برناردشو: «رجل بلا دين هو رجل بلا شرف»، وهو يعني الإنسانية بكلمة الدين.
وهناك من يعيشون في قبو من العقائد والتقاليد بعيدين عن الآفاق الرحبة للمعارف كما أن هناك من ينغمسون في جبرية الغيبيات لم يعرفوا قط حرية الماديات وهواءها المنعش، ولهؤلاء جميعا الرثاء.
ومن الحسن أن نلخص هنا بعض الاستنتاجات في التميز بين العلم والأدب والفلسفة والدين، على الرغم مما يكون في هذا من تكرار: (1)
العلم محايد، يبحث ماهية الأشياء ولا يبحث قيمتها، وهو موضوعي. (2)
العلم يميز بين الحقيقة والوهم، ولكنه لا يدلنا على الفرق بين الحق والضلال، أي بين العدل والظلم؛ لأن كل هذه الصفات ذاتية. (3)
العلم يعين الوسائل، ولكنه لا يعين الغايات؛ إذ ليست له غاية. (4)
الأدب والفلسفة والدين هي التي تعين الغايات. (5)
مثال ذلك اختراع العلم الطائرة، فقد أوضح لنا «ماهية» آلاتها، ولكن الدين يعين الغاية منها، وهل هي لقتل الناس وتدمير المدن أم لتقريب المواصلات على هذا الكوكب وزيادة الاتحاد البشري. (6)
في العلم نجد المعرفة، وفي الأدب والدين والفلسفة نجد الحكمة. (7)
المعرفة تنير الحكمة، ولكن الحكمة هي التي تستخدم المعرفة وتوجهها لخير البشر.
صفحة غير معروفة