يجب أن نتعلم القراءة السريعة للجرائد والمجلات، وأول ما نحتاج إليه في ذلك ألا نحرك الشفتين أو اللسان ونحن نقرأ، وعندئذ لا تستغرق الجريدة من وقتنا في المتوسط أكثر من عشر دقائق. (2)
يجب ألا نقرأ الجريدة التي تزكي آرائنا وتمالئ حزبنا فقط، بل يجب أن نقرأ تلك الأخرى التي تمثل رأيا آخر، وإذا استطعنا فلتكن لنا جريدتان تختلفان في الرأي. (3)
يجب أن نحدث أعضاء البيت عن موضوعات الجريدة؛ كي نرفعهم من لغو القيل والقال إلى أحاديث السياسة والاجتماع، وقد نصل من ذلك إلى تكافؤ ثقافي بين أعضاء العائلة. (4)
من الحسن أن نصطنع عادة القص، فنخصص ملفا أو ملفات نقص فيها الأخبار أو المقالات أو الإحصاءات التي نحتاج إليها في المستقبل للمراجعة، وقد يكون أحد الملفات للأدب والآخر للسياسة، والاجتماع ... إلخ. (5)
وعلى كل حال يجب ألا تغنينا الجريدة والمجلة عن الكتاب؛ لأن الكتاب هو أساس الثقافة.
على أننا مع هذا يجب ألا ننسى أن في جرائدنا ومجلاتنا مساوئ أصلية تؤدي إلى نقص التربية الثقافية لقرائها، أبرزها هي: (1)
أنها غير متصلة بالعقل العام على هذا الكوكب، فقارئها - بخلاف القارئ للصحف الأوروبية - يجهل التيارات العالمية في السياسة والاقتصاد والاجتماع. (2)
أننا لا نجد فيها الكاتب المربي الذي كنا نجده مثلا في شخص لطفي السيد في «الجريدة» قبل خمسين سنة، أو الكاتب الذي يرفع الصحافة إلى مقام الأدب. (3)
أن الإقبال على المجلات قد عظم، ولكن المجلات مع ذلك قد انحطت بدلا من أن ترتقي، وليس عندنا مجلة تمثل ما سميناه «العقل العام» فتنقل إلينا تطورات الصين أو الهند الاجتماعية، ومشكلات الولايات المتحدة، وتجعلنا نحس أن مصر جزء من الكرة الأرضية وأنها لم تنسحب من التاريخ. (4)
أننا في حاجة إلى مجلات أسبوعية وشهرية لدرس السياسة العالمية والتطور الاجتماعي والتوجيه العلمي، وتربيتنا ستبقى ناقصة ما لم تنشأ هذه المجلات في مصر. (5)
صفحة غير معروفة