كيف نفهم التوحيد
الناشر
الجامعة الإسلامية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٦هـ
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
اتخاذ الأولياء وسائط إلى الله هو عين الكفر
وعلى أساس هذه الفلسفة، فلسفة التوسل والتوسط والتشفع بهؤلاء الآلهة من الأولياء، كانوا يدعونهم ويستغيثون بهم ويذبحون وينذرون لهم ويطوفون حول أنصابهم وتماثيلهم جاعلينهم محط آمالهم ومعقد رجائهم والباب الذي يصلون منه إلى الله بزعمهم.
فهذا وأمثاله هو الذي أنكره الله عليهم واعتبره منهم شركًا وكفرًا، به أحل دماءهم وأموالهم وجالدهم عليه محمد ﷺ بالسيوف في بدر وأحد وحنين والخندق وغيرها، وقطع بينه وبينهم (من أجله) كل أواصر القرابة والنسب.
واعتبره الله عبادة منهم لغيره وشركًا به، وغضب عليهم وأبعدهم من رحمته، لأنهم سلكوا هذا الطريق وابتدعوا هذه البدعة، بدعة اتخاذ الوسائط والشفعاء، يتوكلون عليهم ويلجأون إليهم ليكونوا بابهم إلى الله دون أن يأذن لهم ﷾ بذلك: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ ١.
فقال صاحبي: هذا أيضا قول مجمل ليس فيه من الأدلة القطعية ما يقنعنا بصحته، فما هو الدليل المفصل على صحته؟؟
فقلت له. الدليل في كتاب الله أيضًا، فقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ
_________
١ البقرة: (٢٥٥)
1 / 29