الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري
محقق
الشيخ أحمد عزو عناية
الناشر
دار إحياء التراث العربي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
عَبَّاسٍ: هُوَ خَضِرٌ، فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنِّي تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى، الَّذِي سَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ ﷺ يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: " بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ " قَالَ مُوسَى: لاَ، فَأَوْحَى اللَّهُ ﷿ إِلَى مُوسَى: بَلَى، عَبْدُنَا خَضِرٌ، فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ
ــ
الجدال. والحرُّ ضد العبد، من الوافدين على رسول الله ﷺ. وفزارة -بفتح الفاء- حي من غطفان. (أُبَي بن كعب) -بضم الهمزة وتشديد الياء- الأنصاري الخزرجي، سيد القراء. وكان عُمر يقول له: سيد المسلمين، من فقهاء الصحابة، سيأتي في الكتاب أن رسول الله ﷺ قال: "أَمَرَني الله أن أقرأ عليكَ القرآن، قال: سَمَّاني اللهُ باسمي؟ قال: نعم. فبكى أُبَىّ".
فإن قلتَ: فعلى هذا يكون أُبَيٌّ أقرأ من رسول الله ﷺ؟ قلتُ: ليس بلازم، وإنما خصه بالذكر بين أقرانه، لأنه كان أكثرَ قابليةً، أراد تكميله ليُعلّم الناسَ على وفق ما سمع. ألا ترى إلى قوله: "أقرؤكم أُبَيٌّ" (٢) ولم يقل: أقرؤنا.
(سأل موسى السبيلَ إلى لُقيّه) بضم اللام مصدر كاللقاء (يذكر شأنه) أي: قصته (بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل) أي: في أشراف قومه. وقد جاء أنه وَعَظَ موعظةً بليغةً رقّت لها القلوبُ، وذَرَفت بها العيونُ (فقال له واحدٌ من القوم: هل تعلمُ أحدًا أعلمَ منك؟ فقال: لا) وكان في ذلك القول صادقًا، إلا أنه كان الأولى بحاله أن يقول: الله أعلم.
والأنبياءُ والرسل يُعاتبون على أمثال ذلك (فأوحى الله إليه بلى، عبدُنا خَصرٌ) ويروى: "بل عبدنا". كذا في رواية الحُميدي. والوجه فيه أنه عطف تلقيني كأنه قال: قل: عبدنا خضر، وكان الظاهرُ عبدَ الله، إلا أنه أمره أن يحكي كلام الله.
فإن قلتَ: وضع في الترجمة الخضر باللام، وهذا بحذفه؟ قلتُ: الأعلام المشتقة
1 / 173