.
مسألة
[ لا يوصف بالعجب أو التعجب ]
ولا يقال : إن الله تعالى عجب من كذا لأن العجب إنما يحدث ممن لم
يعلم فعلم فعجب حينئذ مما علم والله تعالى لم يزل عالما بالأشياء فلا يجوز
أن يعلم منها ما لم يكن علمه فتعجب منه تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
النهج السادس
في تفسير أسماء الله تعالى وشيء من آياته
مسألة
[ معنى اسم الله تعالى ]
وإن قيل فما معنى اسم الله قلنا هذا هو اسم قد خص به نفسه فلا يجوز
أن يتسمى به مخلوق لقوله تعالى : { هل تعلم له سميا } (1) ومعناه أنه
الذي تحق له العبادة وتجب وقيل معناه أنه تأله إليه الخلق في حوائجها وقيل
هو اسم الله الأعظم.
مسألة
[ معنى الرحمن الرحيم ]
فإن قيل : فما معنى اسم الله الرحمن الرحيم قيل معناه الرحمن بجميع
خلقه والرحيم بالمؤمنين وقيل الرحمن اسم خاص والرحيم مشترك.
مسألة
[ معنى الرب ]
فإن قيل : فما معنى الرب قلنا معناه الملك كقولك رب الدار وقول المصلح.
مسألة
[ معنى الواحد الأحد ]
فإن قيل: ما معنى الواحد الأحد قلنا الواحد في الحقيقة هو الذي لا
ينقسم في وجود ولا وهم المتفرد الذي لا ثاني له ولا يشبهه شيء فيكون
ثانيا والأحد يجيء بمعنى الواحد والأول بمعنى .
مسألة
[ ما معنى الصمد ]
فإن قيل : ما هو معنى الصمد؟ قلنا : الصمد هو السيد وقيل : هو الذي
يصمد إليه في الحوائج وقيل: هو الذي لا يموت وقيل: هو الذي لا يأكل(2).
مسألة
[ ما معنى الوتر - الظاهر - الباطن ]
فإن قيل: ما معنى الوتر؟(3) قلنا : هو الفرد وفيه لغتان بفتح الواو
وكسرها والشفع الخلق فإن قيل معنى الأول والآخر قلنا الأول أنه لم يزل قبل كل شيء وكانت الأشياء بعده والآخر الذي يكون بعد كل شيء أبديا
__________
(1) 1- سورة مريم آية 65 .
(2) 1- أطلق على سورة الإخلاص سورة الصمد .
(3) 2-- لهذا جعل الوتر آخر صلاة العبد دليل الوحدانية لله عز وجل.
صفحة ١٠٣