============================================================
(الكواكب السيارة) 13 انا مؤدب من الله تعالى وقال رحمه الله قال لى ذات يوم الشيخ أبو الحسن الدينورى امض معى الى الحمام فقلت حتى استاذن والدتى فمضيت اليها استاذنها فقالت امض مع الشيخ وقم فى خدمته فدخلت معه الحمام فلم أزل قاما فقال لى اجلس فقلت ان أمى لم تامرنى بالحلوس فما جلست حتى خرج من الحمام وقال رأيت ليلة من الليالى كان القبور مفتحة و رجل موكل بها فقلت له كيف حال هؤلاء فى قبورهم فقال نادمين آيليهم على خدودهم وجعل يده تحت خده وقال آيضا كنا بكرف السودان عشية عرفة وقد اجتمعنا للدعاء وطابت النفوس وخشعت القلوب واذا بشاب حسن الثياب والوجه على فرس حسن فعل يلعب تحت المكان فلما رآه الجماعة شغلوا به عن الدعاء والذكر والخشوع فقات
لأصحابنا انى أخاف أن يكون هذا ابليس قد جاءكم يقطعكم عن الله تعالى فوالله ما استتممت كلامى حتى غاص في الارض هو والدابة وروى عنه ايضا ان بعض أصحابه أصابه وجع فى ركبتيه فجاء اليه وقال ياشيخ أسالك الدعاء لى فى ذلك فقال له امض الى الجبل المقطم
فانك تجد اثنى عشر رجلا من الصالحين فاسال آحدهم الدعاء فانه يدعولك قال فمضيت الى الحبل فرأيت رجلا قاثما يصلى فخلست حتى فرغ فسلمت عليه وشكوت اليه ما أجد من الوجع وسالته الدعاء فوضع يده على ركبتى فوجدت العافية من ساعتى ثم قال من ذلك على فقلت الشيخ أبو الحسن الفقاعى فقال لى اذا وصلت اليه سلم عليه وقل له آنت باق على شهوتك فجئت اليه وأخبرته بذلك فبكى بكاء شديدا وقال والله لو علمت أنه يقول لك ذلك مادللتك عليه فقلت له ياسيدى عرفنى ماالسبب فقال قم الى حالك فقلت والله ماأقوم حتى تعرفنى فقال لى هؤلاء كانوا اثنى عشر يعبدون الله فى ذلك المكان كانوا كل ليلة تنزل لكل واحد منهم مائدة عليها اثتا عشر رغيفا وحوتا من سمك فخلست معهم حتى جاعت نوبتى فقالوا لى قم فقمت ودعوت الله تعالى وقلت إلهى لاتفضحى بين هؤلاء القوم فلم آشعر الا وقد وضع بين يدى مائدة وعليها ثلاثة عشر رغيفا وحوت سمك فقلت في نفسى لو كان معها قليل من الملح تذهب به حلاوة السمك واذا بالملح قد وضع على المائدة فمئت بالمائدة اليهم ووضعتها بين آبديهم فنظر بعضهم الى بعض وقالوا لى من أين هذا الملح فقلت أنا سببه فقالوا هل اشتهيته أم جاء بلا شهوة فقلت لهم 1 وأنا كالفرحان أنا اشتهيته فقالوا نحن فى هذا المكان لانشتهى شهوة وأنت تتعرض وتشتهى فلا يصحبنا صاحب شهوة فتركتهم ومضيت وها أنا أبكى على نفسى مما وقع منى وله سباحات وعبادات هكذا عند الموفق فى تاربخه وحكى صاحب المصباح قال العبيدلى
صفحة ١٤٠