82

الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة

محقق

إحسان عباس

الناشر

دار الثقافة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٦٣

مكان النشر

بيروت - لبنان

٢٥ -؟ المقرئ النحوي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد أبن لب الأمير (١) أبن الصائغ (٢) فاضل رحيب باع، في ميدان انطباع، ومد وإشباع، ركض في ميدان الراحة طلق عنانه، وتفسح في جنان جنانه، متمتعا بأفنانه، غير مبال بجنانه في طاعة جنانه، ثم رحل للبلاد، مستجدا للميلاد، فاستأنف العمر وجنى الثمر، وسلا في النيل (٣) وشخاتيره، عن شم قتيره، ومكابدة تقتيره، فتمشت حاله يغبطها الولي، ولا يستطيعها ببلاده الملي، ولا من له القدر العلي، إلى ان استاثر به من له البقاء الأزلي، وكان له شعر ينجده الطبع المعين، فتتخايل في جناته الحور العين؛ فمن ذلك قوله (٤): بعد المزار ولوعة الأشواق ... حكما بفيض مدامع الآماق وخفوق نجدي النسيم إذا سرى ... أذكى لهيب فؤادي الخفاق أمعللي ان التواصل في غد ... من ذا الذي بغد فديتك باق إن الليالي سبق إن أقبلت ... وإذا تولت لم تنل بلحاق

(١) النفح: الأمي، وفي البغية: الأموي. (٢) ترجم له لسان الدين في التاج والإحاطة وفي الثاني نقل عن الكتاب (المؤتمن على انباء ابناء الزمن) لأبي البركات، ووصفه بالميل إلى الراحة والدعة مع ذكاء ونباهة ومعرفة بالتلاحين وكان يعني بالمرية ثم ذهب إلى غرناطة وقرأ فبها العربية وارتحل إلى المشرق في حدود ٧٢٠ فلم يتجاوز القاهرة لموافقة هوائها علة كان يشكوها وبها اقرأ العربية. (انظر النفح ٨: ٣٣١ وبغية الوعاة: ٦٠) توفي سنة ٧٤٩. (٣) ج: وسما بالنيل. (٤) النفح ٨: ٣٣٣.

1 / 88