كتابة الحديث في عهد النبي ﷺ وصحابته وأثرها في حفظ السنة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة المنورة
تصانيف
وحضر وقت الصلاة، فقام في نساجة (١) ملتحفا بها، كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها، ورداؤه إلى جنبه على المشجب (٢) فصلَّى بنا، فقلت: أخبرني عن حجة رسول الله ﷺ الحديث بطوله (٣)، ويقع في ست صفحات من المطبوع، ثم أخرج رواية أخرى هذه من طريق غياث بن طلق عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: أتيت جابر بن عبد الله فسألته عن حجة رسول الله ﷺ وأحال ببقية المتن على الرواية السابقة بنحوها، ثم ذكر زيادة في هذه الرواية تبلغ ثلاثة أسطر، وأتبعها برواية ثانية من طريق غياث أيضا بذكر زيادة نحو سطرين، ورواية ثالثة من طريق سفيان عن جعفر عن أبيه به بزيادة نحو سطرين، ورواية من طريق مالك وخامسة من طريق مالك وابن جريج كلاهما عن جعفر بن محمد عن أبيه، بزيادة تتعلق بالطواف (٤) وقد انفرد مسلم عن البخاري برواية هذا الحديث فعلا (٥) . ويلاحظ أن الحديث اشتمل على سنة فعلية في أوله وهي صلاة جابر ﵁ بجماعة الحاضرين عنده إمامًا وعليه لباس معين، كما اشتملت الرواية على وصفه في هذه الحالة بأنه كان أعمى، والمعروف أنه ﵁ عَمِيَ في آخر عمره - ومقتضاه أنه حدثهم الحديث بطوله من حفظه، لا من كتاب، لكن جاء في روايات أخرى أن راوي الحديث عن جابر وهو محمد بن علي بن الحسين كان يذهب مع مجموعة إلى جابر بن عبد الله ﵁
_________
(١) نوع من الملاحف المنسوجة.
(٢) ما يُعلق عليه الثياب.
(٣) صحيح مسلم – الحج- باب حجة النبي ﷺ (٢/ح ٨/ ١٢) .
(٤) ينظر صحيح مسلم (٢/ ٨٩٢- ٨٩٣) باب ما جاء أن عرفة كلها موقف وص٩٢١- باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة والطواف الأول في الحج.
(٥) ينظر الجمع بين الصحيحين للحميدي (٢/ ٣٧٢- ٣٧٧) .
1 / 21