هل أضيع وقتك الثمين يا سيدتي بهذا الكلام الفارغ؟
الكاتبة :
لا ... استمري ... أنا أستمع إليك.
الفتاة :
أشكرك على حسن استماعك، كل ما أريد أن أقول: إن الكتابة ... آه، هذه الكتابة أمرها عجيب ، أرجوك صدقيني، إنها ليست شيئا واضحا يمكن كتابته على الورق، كانت هي هكذا دائما منذ طفولتي، ولم يكن هناك شيء يؤنسني في وحدتي إلا هي، أنا أحبها يا سيدتي لأنها تواسيني بطريقتها الخاصة، وأنا بحاجة إليها وأنا في الليل وحدي، والريح تعوي كالذئاب، وهذه الأصوات المفرقعات من فوهات الميكروفونات، ولا شيء لا شيء، يبعث على الراحة، وأنا أمشي وأمشي حتى أشعر بالإعياء، فأستريح فوق أي دكة في الطريق، وأقول لنفسي كم أنا فتاة محظوظة، لأنني أستطيع الجلوس في النهاية، وأفتح مفكرتي الصغيرة منذ الطفولة، وأكتشف حروفي المختفية بين السطور، والموسيقى الخافتة للكلمات. (تتوقف الفتاة عن الحديث، يبدو عليها الإعياء الشديد، تمسح حبات العرق عن وجهها بالمنديل الأبيض الصغير، تلتقط أنفاسها.)
الكاتبة (باهتمام) :
لماذا توقفت؟ هذا حديث جميل يا ابنتي.
الفتاة (تبتسم) :
آه، هذه الكلمة «يا ابنتي» تثير حنيني إلى أبي.
الكاتبة :
صفحة غير معروفة