184

كسر الحدود

تصانيف

أليس هو ضمير المبدع وإحساسه بالحرية والمسئولية تجاه القراء والقارئات من الشعب؟!

إن القراء هم الحكم على الرواية أو العمل الإبداعي، وكثير من الأعمال الأدبية أو الروايات تسقط وحدها بسبب إعراض القراء والقارئات عنها، ذلك أن القارئ والروائي وجهان لشيء واحد، كلاهما حر ومسئول في آن واحد، ومن هنا ذلك المفهوم الجديد لما نسميه «القارئ المبدع» أي القارئ الذي يستطيع أن يكون قارئا وناقدا، والذي تربى على حرية الاختيار، وبالتالي مسئولية الحكم بنفسه على العمل الأدبي، ولا ينتظر القرارات الإدارية أو التوجيهات من أعلى.

إن الإبداع يتعلق بالخيال والأحلام والأفكار المسكوت عنها بسبب الخوف من العقاب أو الطمع في جائزة، هكذا نرى كم نخطئ في حق أنفسنا، وكم نلعب دورا في قتل الضمير الإبداعي الحر حين يكون العقاب (أو الجوائز) هو الطريق الذي نتبعه للحكم على الأعمال الإبداعية.

نحن في حاجة إلى فصل وزارة الثقافة عن الأعمال الخاصة بمراقبة الأعمال الإبداعية أو الحكم عليها أو عقاب المؤلفين أو الأدباء أو غيرهم من المبدعين.

نحن في حاجة أيضا إلى فصل وزارة الثقافة عن منح الجوائز الأدبية أو الإبداعية؛ لأن الثواب والعقاب وجهان لشيء واحد، والذي يمنح جائزة من حقه أيضا أن يعاقب، فيحجب الجائزة، أو يصدر قرارا بإقالة المبدع، وكلاهما عقاب.

نحن في حاجة إلى فلسفة جديدة للأخلاق والتربية تقوم على الحرية والمسئولية، وعلى الجدل والنقد، تكوين العقل النقدي؛ لأنه هو العقل الإبداعي.

وهذا يعني في النهاية «عدم الخوف»، كيف ينشأ الطفل والطفلة على الشجاعة والإقدام، وعدم الخوف من نقد السلطة الأعلى في البيت أو المدرسة أو الجامعة أو الحزب أو الوزارة أو المؤسسة التي يعمل بها؟!

لكن نحن نتربى على الخوف، نولد في الخوف ونموت في الخوف، نحن نخاف السلطة التي تحكمنا، ويمكن لها أن تشردنا وتجوعنا وتحبسنا، لكن السجن قد يكون أخف وطأة من تشويه السمعة الأدبية أو الإبداعية لمن يتجاوزون الخطوط الحمراء في الثالوث المحرم.

القاهرة، 15 يناير 2001 (1) الزوجة المطيعة

قال لي أبي وأنا طفلة:

صفحة غير معروفة