320

الكشكول

محقق

محمد عبد الكريم النمري

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨هـ -١٩٩٨م

مكان النشر

بيروت - لبنان

أزهر اللوز أنت لكل زهر ... من الأوهار يأتينات إمام
لقد حسنت بك الأيام حتى ... كأنك في فم الدنيا ابتسام
شرف الدين ابن الوكيل
وإن أقطب وجهي حين تبسم لي ... فعند بسط الموالي يحفظ الأدب
ما أحسن قول من قال: ما أنصفتها تضحك في وجهك وتعبس في وجهها حكي أن عند الرشيد ذكر قول أبي نؤاس:
فاسقني البكر التي اعتجرت ... بخمار الشيب في الرحم
فقال لمن حضر: ما معناه؟ فقال أحدهم: إن الخمرة، إذا كانت في دنها كان عليها شيء من الزبد وهو الذي أراده. وكان الأصمعي حاضرًا فقال: يا أمير المؤمنين إن أبا علي أجل خطرًا، وإن معانيه لخفية فاسألوه عن ذلك، فأحضر وسئل فقال: إن الكرم أول آن يخرج العنقود في الزرجون يكون عليه شيء شبيه بالقطن، فقال الأصمعي: ألم أقل لكم إن أبا نواس أدق نظرًا مما قلتم؟ ! .
مسألة قوله تعالى: " كيف نكلم من كان في المهد صبيًا " قال ابن الأبناري في أسرار العربية: كان هنا تامة، وصبيًا منصوب على الحال، ولا يجوز أن تكون ناقصة لأنه لا اختصاص بعيسى ﵇ في ذلك، ولأنه كان في المهد صبيًا، ولا عجب في تكليم من كان في ما مضى في حال الصبى إنتهى، وقال أبو البقا: كان زائدة، أي هو في المهد وصبيًا حال من الضمير في الجار والمجرور، والضمير المنفصل المقدر كان متصلًا لكان، وقيل: كان الزائدة لا يستتر فيها ضمير، فعلى هذا لا يحتاج إلى تقدير هو بل يكون الظرف صلة من، وقيل: لست زائدة، بل هي كقوله: " وكان الله غفورًا رحيمًا " وقيل: بمعنىصار وقيل: هي تامة إنتهى.
يقال: أهجى بيت قالته العرب قول الأخطل:
قوم إذا استنج الأضياف كلبهم ... قالوا لأمهم بولي على النار
ضيقت فرجها بخلًا ببولتها ... ولم تبل لهم إلا بمقدار

1 / 322