============================================================
شيئا من علمه ثم قال: ولا يكاد يبين} يعني لا يفصح لكم بشيء بنبذ من التاويل، وإنما أراد بهذا أن الوصي لا يكشف التأويل ولا يظهره إلا لمستحقه بعد العهد والميثاق على سنة الله في باطن دينه، فقال الظالم الذي صد الناس عن الوصي الا ترونه لا يفصح لكم بشيء ولا يكاد يبينه فيما عنده علم غير ما علمتم، فوسوس بهذا في صدور الناس وصدهم وأضلهم عن الحق وصاحبه أمير المؤمنين فيما ضروه ولا ضروا الله شيئأ وإن يهلكون إلأ انفسهم ، ومن قوله أيضا الذي ذكره الله أنه قال : فلولا القي عليه أسورة من ذهب (1) أؤ جاء معه الملائكة مقترنين) الذهب مثل الرسل والأئمة، والفضة مثل الأوصياء والحجج . فقال هذا الظالم فلولا أنزل عليه التنزيل ظاهرا كما أنزل على محمد رسول الله صلى الله عليه فنطق كما نطق بظاهر أمره، ولم يكتم علمه، ثم قال { أو جاء معه الملائكة مقترنين } يعني أو جاء معه جبرائيل وميكائيل يأتونه (6) كما أتوا محمدا صلى الله عليه مقترنين يعني هذين الملكين وغيرهما من الملائكة يكونون مقترنين على نبوته ونزول الوحي إليه كما اقترنوا على حمد ويقترنون بينه وبين محمد حتى يجب له ماوجب لمحمد قال الله عز وجل في هذا: فاستخف قومه فأطاعوه (3 إنهم كانوا قوما فاسقين} يعني فسقوا عن طاعة الرسول في وصيه بعدما أظهروا الطاعة للرسول جميعا ما يأمر به، فهذا الشرح في القرآن في قصة موسى وفرعون وهذا مثله كان في أمة محمد في ردهم أمر الله في (4) الامام بعد محمد وهو علي وصيه صلى الله عليهما، وأنه كان هذا في آمة محمد مثل ما كان فرعون في عصر موسى في قومه. وقد قال محمد صلى الله عليه " لتركبن سنة بنيي اسرائيل حذو(2) التعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لو أن واحدا منهم دخل جحر ضب
صفحة ١١٨