============================================================
عليم ما أبين هذا الخطاب لمن كانت له قريحة وتوفيق من الله عز وجل، أنظر أيها السائل بنور الحقيقة، ودع عنك جهل من حاد عن الحق واعرف ما يخاطب به، اليس واجبا عليك ، ولازما أن تعرف معنى الاصطفاء (1) ؟ وانما هو حجاب احتجب به البارىء سبحانه، فاختاره لقرار وحيه، ومصادر آمره ونهيه، وكان صفو الصفو، ونهاية النهايات، وهو بيت رفيع القدر، عظيم المنزلة عند الله عز وجل، لأن البارىء سأل تعالت (2) أسماؤه أن لا يصطفي إلأ من ارتضاه، وبان معناه، وتمت فروعه، وعلت أموره، وأقام لنفسه دلائل علم تدعوا إليه(2)، وهذا بين عند اهل النظر والتحصيل ، ولا يجوز لأحد أن يرفع بيتا ويندب(4) ويأمر باتباعه ويلزم الناس الاقرار به، ويأمرهم بالسجود له، لأنه يقول هذا بيتي وقبلتي واسجدوا لي منه، مع ما قد سبق له من الصفوة والاصطفاء والانفصال عن غيره والاتصال به فيجوز آن يصل بنفسه من يستحق اسم الخطا بعد الصواب، واسم الجحود بعد الاقرار، ومن قال هذا في بارثه فقد أفحش الفرية(5)، وأقبح الصفة، ولو كان أحد بالموصوف بهذه الصفة لا يستحق اسم الجهل والخطا، فكيف بارىء الأشياء مبدعها وخترعها، والعالم بما يكون منها قبل تكوينها وبعد تكوينها، وعلمه بالأول القبل ، كعلمه بالآخر البعد(6)، جل وعلا وتقدست أسماؤه الذين دعوا إليه ودعوا به فيهم اليه يتوسل من يتوسل ويتقرب بيان قوله في الأسماء أنهم الهداة إليه والدلالة عليه من النطقاء والأثمة عليهم السلام . فكل قائم في عصره وهو اسم الله الذي يدعى به في ذلك العصر كما قال الله عز وجل : { ولله ألأسماء(2) الحسنى
صفحة ١٠٥