============================================================
الرسالة الخامسة بم اله الرحمن الرحيم مسائل بيناها وفصلناها وشرحناها وفيها شفاء للنفوس، وحياة للقلوب، وأنس للروح، يتذكر بها أهل الذكر، وينتفع بها أهل العقل ، ويستريح إلى معرفتها أهل الأدب كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله: "تأدبوا بآداب الله خير الآداب" وأبلغ المواعظ كتاب الله جل وعلا الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تتزيل من حكيم حميد منه ينزل وإليه يعود ونحن بالله واثقون وإليه مسلمون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم : سألت أرشدك الله أمرك، وبلغك غاية أملك، عن معنى قول الله عز وجل : { جعل الله الكعبة(1) البيت الحرام قياما للناس) قال الحكيم عليه السلام : الكعبة هي التي كاع(2) عن معرفتها جميع أهل الخلاف وحادوا عن ولايتها والاقرار بها وعبدوا ما لا يسمع ولا يبصر، ولا يغني عنهم من الله شيئأ الا ترى إلى قول البار الزكي حيث يقول { يا آبت لم تعبد(2) ما لا يسمع ولا ينصر ولا يغني عنك شيئا يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا فعيره بعبادة الحجارة في الظاهر، وفي الباطن الأوثان التي عبدت من دون
صفحة ٩٤