============================================================
أراد أن يتم مرتبة المؤمنين ورفع درجاتهم لعلهم الامام المتم { وعلى المولود رزقهن وكسوئهن بالمعروف} يعني بالمولود له الامام الذي يدعى إليه في عصره { رزقهن) يعني مادة المؤمن بالعلم الذي يمد به دعاتهم يعني وسترتهم بلباس التقوى الذي به يرفع الله درجات المؤمنين والدعاة منهم، وينشر الحكمة وعلم الدين فيهم ثم قال بالمعروف} يعني لمن عرف منهم الاستحقاق يجري ذلك لكل منهم على قدر استحقاقه وفي الوقت الذي يوفقه الله له فيعرف فيه الصلاح في فتح ذلك للمؤمنين.
وقوله ل{ يا أئها الثبي إذا جاءك المؤمنات (1) يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيأ ولا يسرفن ولا يزنين ولا يقثلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين آيديهن وارجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن وآستغفر لهن آلله إن آلله غفور رحيم} يعني بالنبي ههنا الحجة الذي ينبىء المؤمنين بعلم الباطن ويعني بالمؤمنات ههنا المؤمنين الذين قد رفعت درجاتهم وأراد الحجة أن يأذنهم في الدعوة فيقول الله سبحانه (2) هذا للحجة يعني إذا جاءك هؤلاء المؤمنون يأخذون منك العهود ليبايعوا بها الامام { على أن لا يشركن بالله شيئا على أن لا يدعوا إلى غير الامام الذي اختاره الله فإنه من دعا إلى غير إمام يختاره الله فقد أشرك بالله إذ جعل له في إمامة دينه شريكا يختار غير خيرة الله لخلقه(2، وإمام الحق الذي هو باختيار الله تعالى من أشار إليه إمام قبله وصحت له إشارات الامام من لدن وصي الرسول الذي أشار إليه الرسول(4) إماما بعد إمام حتى انتهت الامامة إليه { ولا يسرقن} يعني ولا يعلموا على علم الدين الباطن من لم يؤخذ عليه العهد، قالداعي إذا فعل ذلك فقد سرق،
صفحة ١٤٥