============================================================
بهدي إلى صراط مستقيم، لا جعلنا الله فيهم، ولا من أعدادهم، إنه على ذلك قدير، فالسبيل واضح بين ، ولكنهم قد جعل على { قلوبهم اكنة أن يفقهوه وفي أذانيم(1) وقرأ وان تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا ابدا ما أبين هذا الخطاب لمن كان له بصر حديد ألا تنظر أيها المستفيد(2) إلى غيرما أمر به فقال : { ومن كفرفان آلله (3) غني عن العالمين} ولولا أنه جل وعلا علم أن يستطيعون وقد أقام لهم السبيل وأبان لهم الدليل لما قال لمن خالف أمره ومن كفر فلولا أنه قد أعطاهم استطاعة السعي وحاسة الطلب لما ألزمهم اسم الكفر عند خلاف أمره وترك فرضه، ثم أبان جل وعز أنه غني عن العالمين، يعني بذلك دعاته أنه غني عتهم وهو الذي أعانهم وأغناهم وملكهم وملك بهم وجعلهم ملائكة مكرمين وأولياء مخلصين جعلنا الله منهم ومعهم ولا قطع بنا عنهم إنه سميع بصير.
وقد شرحتا بيان هذه الآيةوما تابعها من شرح غيرها نسأل الله العون والبلاغ والاتصال به والوصول إلى معاينته والكلام له شفاها بلا حجاب إنه سميع عليم بيان هذا الدعاة أنه في وقت استتار الامام يدعون للممؤمنين أن يمن الله عليهم بمعاينته، واستماع كلامه شفاها بلا حجاب من الدعاة والحجج، لأنهم حجب الامام عند استتاره عن أعين الظالمين والله سميع عليم، سمع دعاء المؤمنين رعلم سرائرهم، وصالح نياتهم، وسع كل شيء علما، والشيء هو الإمام بعد الإمام عليهم السلام وسعهم علم الله جميعا واختياره أمره وهو بكل شيء عليم لأنه علم ما يخرجه إلى شيء يعني ما يخرجه إلى الامام قبل إخراجه إليه وهو أوجد الامام وبصره ودل عليه، ولولا علمه به وإرادته له ما كان غنيا فتبارك الله أحسن الخالقين، الذي خلق الأئمة دعاة اليه عليهم السلام فسواهم آئمة لعباده، وقبلة لرشاده، وقدر فهدى قدرهم على ما أراد من التقدير بأن جعل فيهم الحكمة على ما يطيعون كما قال جل وعلا:
صفحة ١٣٧