============================================================
يبلغه ارتفاع درجته، وفكاك رقبته حتى يأمن من الضلال بازدياد يقينه ويصيرته، ويأمن من عذاب الله يوم القيامة، فهذا كلام الله في الظاهر والباطن يشهد بعضه ل بعض ويؤكد بعضه بعضا، كل شيء منه في وقته وموضعه، لا ينقص بعضه بعضا(1) وقال الحكيم عليه السلام : فأنبياء الله عز وجل على درجات . كما قال : نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم الذي ما تسقط من ورقة إلا يعلمها). دبر بحكمته جميع ما خلق يشهد خلقه لأمره ويشهد امره لخلقه وهو بكل شيء عليم، بصير بجميع الأشياء وبا أقام به الحجة على خلقه (2). والعليم فهو عليم بذات الصدور وهو عليم يخائنة الأعين وما تخفي الصدور، وخائنة الأعين هم الذين خانوا الله ورسوله وأولياءه بعلمهم وعملهم (3 واتبعوا اعداء وأعين الله في خلقه هم الأنبياء والأئمة عليهم السلام فمن حانهم فقد خان الله، والله يعلم من يخونه ويخون أولياءه ورسله وقوله. {وما تخفي الصدور . يعني ما يخفي صدور أوليائه من العلم الذي لا يبدونه لأحد ممن لا يستحقه، فمن أبدوه له عند استحقاقه ثم بدل أو نكث ثم خانهم فيه ، فالله يعلمه، وفي ذلك قال الله عز وجل : { لا تخونوا آلله والرسون(4) وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون } فالمخاطبة للمؤمنين الذين اطلعوا على مكنون العلم، فخيانة الله مخالفة مرضاته في السر العلانية، وخيانة رسوله مخالفة شريعته وسنته وترك آمره ووصيه، وخيانة الأمانات خيانة الأئمة في سرائر علومهم وخيانة علمهم إظهاره لغير مستحقه وعلى غير حدوده(5) ثم قال: وأنتم تعلمون
صفحة ١٣٢