132

الكشف والبيان

محقق

الإمام أبي محمد بن عاشور

الناشر

دار إحياء التراث العربي

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢٢

سنة النشر

هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

وقال عنترة: حيّيت من طلل تقادم «١» عهده ... أقوى «٢» وأقفر بعد أمّ الهيثم «٣» وقال الزجاج: وهذا هو القول لأنّ الله ﷿ ذكر لموسى الفرقان في غير هذا الموضع فقال: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ «٤» . وقال الكسائي: الفرقان: نعت للكتاب، يريد: وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ فرّق بين الحلال والحرام، والكفر والإيمان، والوعد والوعيد. فزيدت الواو فيه كما يزاد في النعوت من قولهم: فلان حسن وطويل، وأنشد: إلى الملك العزم وابن الهمام ... وليث الكتيبة في المزدحم «٥» ودليل هذا التأويل قوله: ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَمامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ «٦» . وقال قطرب: أراد به الفرقان، وفي الآية إضمار، ومعناه: وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَمحمّد الْفُرْقانَ. لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ لهذين الكتابين، فترك أحد الاسمين، كقول الشاعر: تراه كأن الله يجدع أنفه ... وعينيه إن مولاه بات له وفر «٧» وقال ابن عباس: أراد بالفرقان النصر على الأعداء، نصر الله ﷿ موسى وأهلك فرعون وقومه، يدلّ عليه قوله ﷿: وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ «٨» يوم بدر. يمان بن رباب: الفرقان: انفراق البحر وهو من عظيم الآيات، يدلّ عليه قوله تعالى: وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ. وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ الذين اتخذوا العجل. يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ أي ضررتم أنفسكم بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ إلها، فقالوا: فأي شيء نصنع وما الحيلة؟ قال: فَتُوبُوا

(١) كذا في القرطبي. (٢) كذا في تفسير القرطبي. (٣) تفسير القرطبي: ١/ ٣٩٩. (٤) سورة الأنبياء: ٤٨. (٥) تفسير القرطبي: ١/ ٣٨٥. (٦) سورة الأنعام: ١٥٤. (٧) لسان العرب: ٨/ ٤١. (٨) سورة الأنفال: ٤١.

1 / 197