الكشف والبيان
محقق
الإمام أبي محمد بن عاشور
الناشر
دار إحياء التراث العربي
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٢
سنة النشر
هـ - ٢٠٠٢ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
وقال عنترة:
حيّيت من طلل تقادم «١» عهده ... أقوى «٢» وأقفر بعد أمّ الهيثم «٣»
وقال الزجاج: وهذا هو القول لأنّ الله ﷿ ذكر لموسى الفرقان في غير هذا الموضع فقال: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ «٤» .
وقال الكسائي: الفرقان: نعت للكتاب، يريد: وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ فرّق بين الحلال والحرام، والكفر والإيمان، والوعد والوعيد. فزيدت الواو فيه كما يزاد في النعوت من قولهم: فلان حسن وطويل، وأنشد:
إلى الملك العزم وابن الهمام ... وليث الكتيبة في المزدحم «٥»
ودليل هذا التأويل قوله: ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَمامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ «٦» .
وقال قطرب: أراد به الفرقان، وفي الآية إضمار، ومعناه: وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَمحمّد الْفُرْقانَ.
لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ لهذين الكتابين، فترك أحد الاسمين، كقول الشاعر:
تراه كأن الله يجدع أنفه ... وعينيه إن مولاه بات له وفر «٧»
وقال ابن عباس: أراد بالفرقان النصر على الأعداء، نصر الله ﷿ موسى وأهلك فرعون وقومه، يدلّ عليه قوله ﷿: وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ «٨» يوم بدر.
يمان بن رباب: الفرقان: انفراق البحر وهو من عظيم الآيات، يدلّ عليه قوله تعالى:
وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ.
وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ الذين اتخذوا العجل. يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ أي ضررتم أنفسكم بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ إلها، فقالوا: فأي شيء نصنع وما الحيلة؟ قال: فَتُوبُوا
(١) كذا في القرطبي. (٢) كذا في تفسير القرطبي. (٣) تفسير القرطبي: ١/ ٣٩٩. (٤) سورة الأنبياء: ٤٨. (٥) تفسير القرطبي: ١/ ٣٨٥. (٦) سورة الأنعام: ١٥٤. (٧) لسان العرب: ٨/ ٤١. (٨) سورة الأنفال: ٤١.
1 / 197