كشف الرموز في شرح مختصر النافع
الجزء الأول
تأليف
الحسن بن أبي طالب اليوسفي
جميع الحقوق محفوظة لفريق مساحة حرة
[](http://www.masaha.org)
<http://www.masaha.org>
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
قد نبه الله عز وجل معاشر المسلمين على وجه كونهم أفضل من سائر الأمم بأنهم آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، فقال عز من قائل كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر الآية (1).
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مآلهما إلى الأفعال القلبية والجوانحية أو العملية والجوارحية، وذلك حسب اختلاف متعلقيهما، فقد يكون متعلقا هما القسم الأول، وقد يكونان القسم الثاني، وبكلا قسميهما يسميان فقها علميا أو عمليا.
توضيحه
إن مراتب الوصول الى الكمال نظير أفراد الكلي المشكك- متفاوتة حسب تفاوت الاستعدادات- تفاوتا بينا، فكل مرتبة يسلكه السالك الى الله بالجوارح أو بالجوانح فهي مرتبة من مراتب الفقه- لا بالمعنى المصطلح- بل بمعناه الواقعي النفس الأمري، فللفقه مرتبتان مترتبتان ثانيتهما أعلى مقاما.
(إحداهما) الفقه الجوارحي وهو الذي يحتاج أبناء نوع بني آدم إليه في السلوك الظاهري، ويسمى بالفقه بالجوارحي، سواء تعلقت بالأبدان بجميع أنواعها، واجبة
صفحة ٥
أو غير واجبة، والصوم بجميع أنواعه (أو) تعلقت بالأموال كالزكوات والأخماس وأنواع الكفارات والصدقات (أو) بهما كالحج والعمرة وعدة من الكفارات.
وسواء كانت مجعولة لانتظام مجتمع أبناء النوع كالحدود والقصاص والديات وأحكام المعاشرات وأحكام القضاء المجعولة لرفع الخصومات والمشاجرات، بل وأنواع البيوع والإجارات والجعالات أو مجعولة لحفظ النسل والانتسابات كالنكاح والطلاق واللعان والظهار والايلاءات.
أو متعلقة بكيفية السلوك مع المخلوقات، سواء كانت من أبناء نوعه حتى أحكام العبيد والإماء كالعتق والتدبير والمكاتبات أم غيرهم في المجالسات والمعاشرات.
(ثانيهما) الفقه الجوانحي والجامع لجميع ما عددناه أمران: (أحدهما) كيفية السلوك مع خالقه وتسمى بالعبادات.
(ثانيهما) كيفية السلوك مع غير خالقه حتى مع نفسه وهي غير العبادات من الأنواع المذكورات، وكل ذلك يحتاج الى الفقه العملي أو العلمي، أمرا أو نهيا، والفقه بكلا معنييه بمنزلة المظهر لمسئلتي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللذين صارا سببين لكون هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس .
ففي كل مرتبة من المراتب المذكورة لو عمل المسلم بها كان آتيا بهما، ولو ترك كان تاركا لهما، فالأمر بالمعروف بجميع مراتبه مستلزم للعمل بجميع المندرجات، والنهي عن المنكر بجميع مراتبه لترك أضداد المذكورات.
وهما بجميع مراتبهما تتعلقان بفعل المكلف، سواء كان من أفعال الجوارح والأعضاء، أو من أفعال القلب.
فأسباب الوصول الى الكمالات ترجع الى الفقه، ولذا عرفه غير واحد من أساطين الفن بأنه العلم بالأحكام الشرعية، فكل موضوع له حكم ما من الشرع المقدس فهو فقه، سواء كان تكليفيا أو وضعيا، وسواء كان متعلقا بنظم الدنيا أو نظم الآخرة، ولذا جعلوا موضوعه أفعال المكلفين.
صفحة ٦
ومن هنا يظهر السر فيما حكموا به من أنه يجب على غير المجتهد التقليد في الواجبات والمحرمات، والمندوبات والمكروهات، وأضاف جمع بقولهم: بل المباحات والعاديات.
بل نقول: يمكن إرجاع مراتب السلوك الى الله- الذي هو المصطلح عند قوم- الذي هو غاية آمال العارفين الى الفقه كعلم تهذيب النفس وعلم الأخلاق، والعرفان الذي اصطلح عليه آخرون.
ولقد أحسن الشيخ العلامة المتتبع الحر العاملي- روح الله روحه- حيث جعل في كتابه الوسائل- الذي هو مرجع الفقهاء بعد تأليفه- كتاب الجهاد على قسمين (أحدهما) أبواب جهاد النفس، وذكر فيها أكثر ما اصطلح عليه علماء الأخلاق بل وأصحاب السير والسلوك بعنوان الفقه.
مثل ما عنون: باب 1 وجوب جهاد النفس، باب الفروض على الجوارح الى آخره، باب 3 جملة مما ينبغي القيام به من الحقوق الواجبة والمندوبة، باب 4 استحباب ملازمة الصفات الحميدة واستعمالها وذكر نبذة منها، الى غيرها من الأبواب.
بل عنون الأعمال الجوانحية والقلبية عنوانا فقهيا، مثل: باب 5 استحباب التفكر فيما يوجب الاعتبار والعمل، باب 6 استحباب التخلق بمكارم الأخلاق إلى آخر أبواب جهاد النفس، فالجهاد الأصغر الذي هو جميع الفقه الجوارحي- على ما هو المتعارف- متحد مع الجهاد الأكبر الذي هو تهذيب النفس وتكميل القوي، الذي هو الفقه الجوانحي، والكل يجمعها التقوى [1] الذي قد أمر الله تعالى به في القرآن العزيز.
ولعل الخطبة المنقولة عن مولى الموحدين يعسوب الدين أمير المؤمنين- عليه
صفحة ٧
صلوات المصلين- الموسومة ب«خطبة همام» المشتملة على ذكر الأعمال الجوارحية والجوانحية أكبر شاهد على ما ذكرنا من رجوع الكل الى التقوى، فإنه(عليه السلام) بصدد بيان أوصاف المتقين التي سألها همام بقوله: (صف لي المتقين).
فلا محيص عن إرجاع كل ما له دخل في تربية الإنسان ووصوله الى الكمال الى الفقه، فإنه الذي يهدي الى الخروج عن حضيض الحيوانية الى مدارج الإنسانية.
فالترغيب والتحريض على التفقه والتوبيخ على تركه، المستفادة من قوله تعالى فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (1) إنما هي لأجل أن الوصول الى الكمالات مولود منه، فإن الظاهر أن المراد من الحذر هو الحذر من مطلق ما هو خلاف مصلحة السائر الى الله تعالى.
فكل شأن من شؤون الإنسان يحتاج إلى مرتبة من مراتب الفقه
عباراتنا شتى وحسنك واحد
وكل إلى ذاك الجمال يشير
والفقه العملي الناشئ عن تقوى القلب- الذي أشير إليه في قوله تعالى ولباس التقوى ذلك خير (2)- هو من مراتب الفقه، بل هو الفقه حقيقة [1].
فكما أن اللباس الظاهري ساتر للبدن وبه يستتر العيوب الظاهرة، فالتقوى العملي أيضا بجميع مراتبه ساتر للعيوب الباطنية.
رزقنا الله وجميع إخواننا المؤمنين التقوى الجامع بحق النبي محمد وآله الأطهار.
صفحة ٨
فتحصل: أن الفقه هو أساس حفظ النظام الإسلامي
ومن هنا قد شمر جمع كثير من الفطاحل [1] وجم غفير من الأفاضل ذيولهم من زمن الأئمة(عليهم السلام)، بل من زمن الصادع بالشرع- (عليه صلوات الله)- لحفظ هذه الوديعة الإسلامية وسابقوا فيها.
ولقد يعجبنا أن ننقل شطرا من الحافظين لهذا العلم من زمن التابعين- (رضوان الله عليهم أجمعين)- فنقول بعون الله الملك الوهاب:
علي بن أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله)-، كان من فقهاء الشيعة وخواص أمير المؤمنين(عليه السلام) وكاتبه، قال النجاشي في ذكر الطبقة الاولى من مصنفي الشيعة الإمامية:
علي بن أبي رافع [2] (مولى رسول الله- (صلى الله عليه وآله)-)، وهو تابعي من خيار الشيعة، كانت له صحبة من أمير المؤمنين(عليه السلام) وكان كاتبا وحفظ كثيرا وجمع كتابا في فنون الفقه، الوضوء والصلاة وسائر الأبواب، تفقه على أمير المؤمنين(عليه السلام) وجمعه في أيامه، وكانوا يعظمون هذا الكتاب [3].
أما الفقهاء من أصحاب الأئمة- (عليهم السلام)
فنحن نكتفي بما أودعه محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي- تغمده الله بغفرانه-
صفحة ٩
في رجاله من فقهاء الشيعة قال:
(تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله(عليه السلام)) قال الكشي: اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر(عليه السلام)، وأصحاب أبي عبد الله(عليه السلام)، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا:
أفقه الأولين ستة: زرارة، ومعروف بن خربوذ، وبريد، وأبو بصير الأسدي، والفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم الطائفي، قالوا: وافقه الستة زرارة، وقال بعضهم- مكان أبي بصير الأسدي-: أبو بصير المرادي، وهو ليث بن البختري (1) (انتهى).
وقال في الجزء الخامس منه:
(تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبد الله(عليه السلام)) اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح من هؤلاء وتصديقهم لما يقولون، وأقروا لهم بالفقه من دون أولئك الستة الذين عددناهم، وسميناهم ستة نفر: جميل بن دراج، وعبد الله بن مسكان، وعبد الله بن بكير، وحماد بن عثمان، وحماد بن عيسى، وأبان بن عثمان، قالوا: وزعم أبو إسحاق الفقيه وهو تغلبة بن ميمون أفقه هؤلاء، جميل بن دراج، وهم أحداث أصحاب أبي عبد الله(عليه السلام)(2) (انتهى كلامه- رحمة الله-).
وقال في الجزء السادس منه- ما هذا لفظه-:
(تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا(عليهما السلام)) أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح من هؤلاء وتصديقهم وأقروا لهم بالفقه والعلم، وهم ستة نفر آخر دون الستة نفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله(عليه السلام)، منهم: يونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى بياع السابري،
صفحة ١٠
ومحمد بن أبي عمير، وعبد الله بن المغيرة، والحسن بن محبوب، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، وقال بعضهم- مكان الحسن بن محبوب -: الحسن بن علي بن فضال، وفضالة بن أيوب، وقال بعضهم- مكان فضالة بن أيوب-: عثمان بن عيسى، وأفقه هؤلاء يونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى (1) (انتهى كلامه(رحمه الله)).
ومن شاء معرفة الفقهاء من أصحاب الأئمة(عليهم السلام) أزيد من هذا فليراجع تراجم الرجال، وقد أحصى جماعة كثيرة منهم في تأسيس الشيعة فراجع (2).
وهكذا كان دأبهم وديدنهم في زمن الأئمة(عليهم السلام) الى طول زمن الغيبة الصغرى الى انقضاء عصر نيابة رابع النواب الأربعة عن الناحية المقدسة، علي بن محمد السمري- رضى الله عنهم جميعا- فظهر بعده أنجم زاهرة وإن كانت الشمس قد أخذت حجابها واستترت بالسحب المتراكمة- مثل علي بن موسى بن بابويه القمي المتوفى سنة- 329-، والحسن بن أبي عقيل العماني [1]، ومحمد بن أحمد بن جنيد الإسكافي المتوفى سنة 381 على ما قيل كما في الكنى، ومحمد بن علي بن بابويه، ومحمد بن النعمان المفيد، والسيدان الشريفان «المرتضى والرضي»، ومحمد بن الحسن الطوسي وسالار بن عبد العزيز المعروف ب«القاضي عبد العزيز بن البراج»، وعلي بن حمزة الطوسي ونظرائهم- رضي الله تعالى عنهم جميعا-، وهكذا الى أواسط القرن السابع، فبرز في ذلك أعاظم اولي الفضائل الجمة وأفاضل أولوا الفواضل مثل:
صفحة ١١
محمد بن الحسن المعروف ب«المحقق خواجه نصير الملة والدين»، والمحقق جعفر بن الحسن بن يحيى الحلي، والعلامة الحسن بن يوسف بن مطهر الحلي، وقبلهم محمد بن إدريس الحلي ويحيى بن سعيد أبو المحقق، ويحيى بن أحمد بن يحيى الحلي ابن عم المحقق الحلي وسبط ابن إدريس، وحمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي صاحب الغنية- (رضوان الله عليهم).
كلهم علماء، أتقياء، وفقهاء أبرار، ولكثير منهم أولاد، وأحفاد، وأسباط كانوا من الفقهاء الأخيار.
شكر الله مساعيهم الجميلة، وجزاهم عن مشرع الأحكام خير الجزاء، وحشرهم مع مواليهم الأئمة الأطهار- عليهم صلوات الله الملك الجبار.
ثم إن من الفقهاء الذين يكل اللسان عن توصيفه: جعفر بن الحسن بن سعيد أبو القاسم المعروف ب«المحقق» بقول مطلق الذي هو أفضل أهل زمانه باعتراف تلميذه العلامة- (قدس سره)- كما يأتي كلامه فيه.
وحيث إن هذا السفر الذي بين يديك تعليق على رموز مختصر الشرائع، فالمناسب ذكر مختصر من أحواله(رحمه الله) ثم ذكر ترجمة معلقه الشارح- (قدس سرهما)- ثم ذكر الشروح التي تنورت بأنوار رؤوس أقلام العظماء فنقول:
مولد المحقق (قدس سره)
ذكر الشيخ أبو علي الحائري، عن إجازة الشيخ يوسف البحراني (1) انه قال:
قال بعض الأجلاء الأعلام من متأخري المتأخرين: رأيت بخط بعض الأفاضل ما صورة عبارته. الى أن قال:- [1] وسئل عن مولده (يعني المحقق الحلي (قدس سره)) فقال: سنة اثنتين وست مائة (انتهى) (2).
صفحة ١٢
سمته ووصفه
قال ابن داود [1] في القسم الأول من رجاله ما هذا لفظه:
هو جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد [2] الحلي (1)، شيخنا نجم الدين أبو القاسم المحقق المدقق الإمام العلامة، واحد عصره كان ألسن أهل زمانه وأقومهم بالحجة، وأسرعهم استحضارا قرأت عليه، ورباني صغيرا، وكان له علي إحسان عظيم والتفات، وأجاز لي جميع ما صنفه وقرأه ورواه وكل ما تصح روايته عنه (2).
(انتهى موضع الحاجة).
وقال العلامة(رحمه الله) في بعض إجازاته عند ذكر المحقق: كان أفضل أهل زمانه في الفقه، وقال الشيخ في إجازته: لو ترك التقييد ب«أهل زمانه» كان أصوب إذ لا رؤي في فقهائنا مثله (3) (انتهى).
وعن تذكرة المتبحرين [3]- وهي تكملة أمل الآمل- أن حاله في الفضل والعلم والثقة والجلالة والتحقيق والتدقيق والفصاحة والشعر والأدب والإنشاء وجميع العلوم والفضائل والمحاسن أشهر من أن يذكر، وكان عظيم الشأن، جليل القدر،
صفحة ١٣
رفيع المنزلة، لا نظير له في زمانه (1) (انتهى موضع الحاجة).
وهو أعلى وأجل من أن يصفه، ويعد مناقبه وفضائله مثلي (2).
كنيته وألقابه
كنيته أبو القاسم، وأما ألقابه فهو أول من لقب ب«المحقق» بقول مطلق، وأول من لقبه بذلك- على ما عثرنا عليه- تلميذه ابن داود والعلامة كما تقدم ثم تسلمه من تأخر عنه تسلما وقد يقيد ب«المحقق الحلي» أو الأول وب«نجم الدين».
أساتذته
وأما أساتذة المحقق ومن يروي عنهم، فهم جماعة أجلاء أشهرهم:
(1) الفقيه الأجل نجيب الدين محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما الحلي الربعي (3).
(2) السيد النسابة الجليل، شمس الدين أبو علي فخار بن معد الموسوي.
(3) والده الحسن بن يحيى بن سعيد- الى غير ذلك.
تلاميذه
قال السيد الصدر كما في إعلام العرب: وبرز من عالي مجلس تدريسه أكثر من أربع مائة مجتهد جهابذة، وهذا لم يتفق لأحد قبله (4) (انتهى).
نقول: ولم يعدوا من هؤلاء التلامذة الجهابذة إلا عددا قليلا نحن نذكرهم لئلا يخلو الكتاب من ذكر أسمائهم بالمرة:
(1) جمال الدين آية الله العلامة الحلي ابن أخت المحقق، المتوفى 726.
صفحة ١٤
(2) الشيخ رضي الدين علي بن يوسف صاحب «العدد القوية» أخو العلامة.
(3) السيد عبد الكريم بن طاوس صاحب «فرحة الغري» المتوفى سنة 693.
(4) الشيخ صفي الدين الحلي وهو ابن ابن عم المحقق لأن أباه يحيى صاحب «الجامع» (1) ابن عم المحقق.
(5) الوزير شرف الدين أبو القاسم علي بن الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي.
(6) الشيخ شمس الدين محفوظ بن وشاح العباسي.
(7) الشيخ المحدث الفقيه جمال الدين يوسف بن حاتم الثاني صاحب كتاب «الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم»- (عليهم السلام).
(8) الحسن بن داود الحلي.
(9) السيد جلال الدين محمد بن علي بن الطاوس «ابن السيد بن طاوس المعروف».
(10) جلال الدين محمد بن محمد الهاشمي الحارثي شيخ الشهيد الأول.
(11) صفي الدين عبد العزيز بن سرايا الحلي الشاعر المشهور.
(12) جمال الدين أبو جعفر محمد بن علي القاشي.
(13) فخر الدين محمد بن العلامة الحلي [1] كما يستفاد من إجازة تلميذه الشيخ نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي لأحمد بن فهد الحلي.
(14) نجم الدين طمان بن أحمد العاملي الشامي كما في إجازة الشيخ حسن
صفحة ١٥
صاحب «المعالم».
(15) جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي.
(16) الشيخ عز الدين الحسن بن أبي طالب اليوسفي صاحب «كشف الرموز» في شرح النافع «الكتاب الذي بين يديك»- (رضوان الله عليهم أجمعين)- الى غير هؤلاء من تلامذته- كثر الله أمثالهم.
مؤلفاته قال ابن داود في جملة كلامه المتقدم: له تصانيف حسنة محققة مقروة محررة
عذبة فمنها:
(1) كتاب شرائع الإسلام، مجلدان.
(2) كتاب النافع في مختصره، مجلد.
(3) كتاب المعتبر في شرح المختصر، لم يتم، مجلدان.
(4) كتاب نكت النهاية، مجلد.
(5) كتاب المسائل الغرية، مجلد.
(6) كتاب المسائل المصرية، مجلد.
(7) كتاب المسلك في أصول الدين، مجلد.
(8) كتاب المعارج في أصول الفقه، مجلد.
(9) كتاب الكهنة في المنطق، مجلد (1).
وعن تذكرة المتبحرين للشيخ الحر العاملي(رحمه الله) بعد توصيفه بما تقدم ألفاظه قال:
وله كتب- فعد ما نقلناه عن بن داود ثم قال وزاد:
(10) رسالة التياسر في القبلة.
صفحة ١٦
(11) كتاب نهج الوصول الى علم الأصول (1).
ونقل في مقدمة كتاب الشرائع المطبوع 1389 بالنجف الأشرف.
(12) مختصر مراسم سلار.
سبب وفاته وسنتها
قال الشيخ يوسف البحراني في إجازته الكبيرة- بعد توصيفه ما لفظه-:
وكان أبوه الحسن من الفضلاء المذكورين، وجده يحيى من العلماء الأجلاء المشهورين، وقال بعض الأجلاء الأعلام من المتأخرين: رأيت بخط بعض الأفاضل ما صورة عبارته:
في صبح يوم الخميس ثالث عشر ربيع الآخر سنة ستة وسبعين وست مائة (676) سقط الشيخ الفقيه المحقق أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد من أعلى درجة في داره فخر ميتا لوقته من غير نطق ولا حركة، فتفجع الناس لوفاته واجتمع لجنازته خلق كثير، وحمل الى مشهد أمير المؤمنين(عليه السلام) وسئل عن مولده، فقال: سنتين وست مائة.
أقول: وعلى ما ذكره هذا الفاضل يكون عمر المحقق المذكور أربعا وسبعين (74) سنة (انتهى كلام البحراني) (2).
في روضات الجنات: وعن بعض تلامذة صاحب البحار أنه توفي سنة ستة وعشرين وسبع مائة (726) عن ثمان وثمانين (88) سنة [1] (انتهى).
نقول: وعلى الأخير يكون مولده سنة 638 لا 602 كما تقدم، والأمر سهل، والمشهور المعروف الأول.
صفحة ١٧
مدفنه
قد سمعت من عبارة بعض الأفاضل أنه نقل الى مشهد أمير المؤمنين(عليه السلام)، لكن نقل عن الحائري في المنتهى إنكار ذلك.
قال في تنقيح المقال: قال الحائري في المنتهى [1] بعد نقله: إن ما نقله(رحمه الله) من حمله الى مشهد أمير المؤمنين عجيب، فإن الشائع عند الخاص والعام أن قبره- طاب ثراه- بالحلة، وهو مزار معروف، وعليه قبة، وله خدام يخدمون، يتوارثون ذلك أبا عن جد، وقد خربت عمارته منذ سنين، فأمر الأستاذ [2] العلامة- دام علاه- بعض أهل الحلة فعمروها، وقد تشرفت بزيارته قبل ذلك وبعده، والله العالم (1) (انتهى).
ثم قال في التنقيح: وأقول: إن قبره في الحلة كما ذكره إلا ان المطلع على سيرة القدماء يعلم أنهم- من باب التقية من العامة- كانوا يدفنون الميت ببلد موته ثم ينقلون جنازته خفية الى مشهد من المشاهد.
وقد دفنوا الشيخ المفيد(رحمه الله) في داره ببغداد ثم حمل بعد سنين الى الكاظمية، ودفن عند قولويه [3] تحت رجل الجواد- (عليه السلام).
صفحة ١٨
ودفنوا السيد الرضي والمرتضى وأباهما بالكاظمية ثم نقلوهم خفية الى كربلاء ودفنوهم بجنب قبر جدهم السيد إبراهيم الذي هو في رواق سيد الشهداء(عليه السلام) كما صرح بذلك العلامة الطباطبائي في رجاله.
وكذا صرح في حق المحقق- على ما ببالي- بنقل جنازته بعد حين الى النجف الأشرف وقبره هنا وإن كان غير معروف إلا أن المنقول عن بحر العلوم بأنه كان يقف بين باب الرواق وبابي الحرم المطهر في وسط الرواق، فسئل فقال: إني أقرأ الفاتحة للمحقق فإنه مدفون هنا- أي في وسط الرواق بين الباب الأول وبين الأسطوانة التي بين بابي الحضرة المقدسة، والله العالم والأمر سهل (انتهى ما في التنقيح).
وفي مقدمة الشرائع المطبوع 1389 هكذا:
ولكن السيد الحسن صدر الدين الكاظمي- كما في هامش اللؤلؤة [1] قال:
وحمل الى مشهد أمير المؤمنين(عليه السلام)، المعروف بمشهد الشمس بالحلة وقبره هناك، وقد وهم بعض المتأخرين وظن أنه حمل الى النجف الأشرف، ثم قال سيدنا الصدر(رحمه الله): وكذا وجدته بخط الشيخ زين الدين علي بن فضل الله بن هيكل تلميذ الشيخ أحمد بن فهد. (انتهى).
هذا كله نبذة قليلة من ترجمة المحقق مصنف متن الكتاب الذي بين يديك.
وأما الشارح
فقد سمعت عند ذكر أسماء تلاميذ المحقق أنه:
صفحة ١٩
عز الدين الحسن بن أبي طالب اليوسفي [1]- رحمة الله ورضوانه عليه.
كنيته ولقبه
ابن زينب، أو ابن ربيب - شارح النافع- تلميذ المحقق، الفاضل الآبي [2] كاشف الرموز.
سمته ووصفه
عالم فاضل محقق فقيه قوي الفقاهة- الى أن قال-: وشهرة هذا الرجل دون فضله، وعلمه أكثر من ذكره.
وكتابه «كشف الرموز» كتاب حسن مشتمل على فوائد كثيرة وتنبيهات جيدة مع ذكر الأقوال، والأدلة على سبيل الإيجاز والاختصار، ويختص بالنقل عن السيد ابن طاوس، أبي الفضائل في كثير من المسائل.
وله مع شيخه المحقق(رحمه الله) مخالفات ومباحثات في كثير من المواضع- الى ان قال:- وعندي من كتابه نسخة قديمة بخط بعض العلماء، وعليها خط المجلسي- طاب ثراه- وفي آخرها أن فراغه من تأليف الكتاب سنة اثنتين وسبعين وست مائة (672) وتاريخ نقل النسخة سنة ثمان وستين وسبع مائة (768) (1) (انتهى).
ثم ذكر في تنقيح المقال استظهار العلامة الطباطبائي(رحمه الله) أن تأليف كشف الرموز كان قبل تأليف العلامة للمختلف.
صفحة ٢٠
مولده ووفاته ومدفنه
لم نعثر على شيء منها، نعم يستفاد مما نقله في التنقيح عن العلامة الطباطبائي أن شرحه هذا بتمامه كان حال حياة شيخه المحقق، فإن وفاه المحقق كما سمعت سنة 676، وفراغ تلميذه من هذا الشرح كما سمعت من التنقيح كان في سنة 672، ولذا عبر- في جميع الموارد التي نقل عن شيخه المحقق- بقوله(رحمه الله): قال «(دام ظله)» ولم يقل «(رحمه الله)» والله العالم.
المختصر النافع
هو مختصر الشرائع- أي شرائع الإسلام- تصنيف المحقق الحلي الذي مر في القسم الأول ص 47، ويقال «النافع في مختصر الشرائع» ولذا سمى القطيفي شرحه له ب«إيضاح النافع».
وهو من المتون الفقهية الجعفرية التي عول عليها كافة الفقهاء ودارت عليها رحى التدريس والتعليق والشرح من لدن عصر المؤلف حتى اليوم.
ولقد قيض [1] الله سبحانه- بعد انقضاء العصور المظلمة- عدة من رجال الدين النابهين المتنورين المصلحين، المجتهدين في اتحاد كلمة المسلمين والدفاع عن دسائس المستعمرين فاتفقوا على طبع هذا الكتاب [2] النافع لكافة علماء الدين، على نفقة أوقاف مصر بعناية سعادة الوزير الباقوري وتقديم مقدمته الكاشفة عن خلوص نيته، وقرروا التدريس فيه في الأزهر كما يدرس فيه فقه المذاهب الأربعة (1) (انتهى).
صفحة ٢١
ويخطر بالبال أن سيدنا الأستاذ الأكبر المرجع الديني الحاج آقا حسين البروجردي- (قدس سره)- كان يكثر في تمجيد هذا الكتاب المستطاب، وقد طبع بإشارته في مصر آلاف متعددة حتى صار من الكتب الرسمية في مدارس مصر بأمر وزير أوقاف مصر بإشارة المرجع المذكور- (قدس سره).
وبالجملة كثرة توجه أعاظم الفقهاء الى هذا السفر القيم وشرحه والتعليق عليه قرينة على عظم شأنه العلمي.
شراح الكتاب
ولما كان متن هذا الكتاب- أعني المختصر النافع- موردا لأنظار الأكابر من العلماء قديما وحديثا فالمناسب ذكر تعداد الشروح التي خرجت من رؤوس أقلام العلماء الأخبار مطبوعة ومخطوطة.
فنقول بعون الملك الوهاب:
إن العلامة بحر العلوم الطباطبائي- (قدس سره)- على ما نقله عنه في تنقيح المقال قال: إنه- يعني كاشف الرموز- أحد تلامذة المحقق وشارح كتابه النافع المسمى ب«كشف الرموز» وهو أول من شرح هذا الكتاب. الى آخره.
نقول: لعل مراده- (قدس سره)- أول من شرح جميع كتب المختصر، وإلا فالمحقق نفسه هو أول من شرحه إلى أوائل الحج، وسماه ب«المعتبر» في شرح المختصر، ويمكن إرادة الشرح من غيره، والأمر سهل.
أما الشروح
(1) المعتبر للمحقق نفسه.
(2) هذا الكتاب الذي بين يديك للحسن بن أبي طالب الآبي كما عرفته.
(3) التنقيح الرابع في مختصر الشرائع للفاضل المقداد أو الفاضل السيوري
صفحة ٢٢
صاحب «شرح الباب الحادي عشر» المتوفى سنة 826 (1).
(4) المهذب البارع في شرح المختصر النافع للشيخ جمال الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي الأسدي المتوفى سنة 841.
(5) إيضاح النافع للشيخ إبراهيم بن سليمان البحراني القطيفي [1]، معاصر المحقق الكركي ينقل عنه العلامة المحقق الأنصاري في كتاب المكاسب.
(6) شرح المختصر النافع للشيخ علي بن إبراهيم القطيفي من أعلام القرن العاشر كما مر في القسم الأول من هذا الجزء (ج 14 ص 145) بعنوان «شرح ترددات النافع في مختصر الشرائع».
(7) شرح المختصر النافع للمولى أمين من أوله إلى نهاية كتاب الصوم مجلد كبير بخط المؤلف، آخره: انتهى شرح كتاب الصوم على يد مؤلفه الفقير القليل البضاعة محمد أمين في ع 2 سنة 1239. الى آخره.
(8) شرح المختصر النافع للشيخ أحمد بن محمد بن علي البحراني ذكره الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته في علماء البحرين، وقال: إن أكثر مشايخنا كانوا من تلامذته، وحكى عن شيخه العلامة أنه أجاز في شرحه هذا لكنه ما تممه.
(9) شرح المختصر النافع للسيد محمد تقي بن عبد الرضا الخشتي الموسوم ب«طوالع اللوامع» فرغ منه عام 1270.
(10) شرح المختصر النافع لآغا محمد جعفر بن محمد علي الكرمانشاهي المتوفى حدود 1250، ذكره أخوه قال: لكنه لم يتم، بل خرج منه قريب ستة آلاف بيت الى بحث الأغسال، كتبه في قم في نيف وعشرة بعد المائتين والألف.
(11) شرح المختصر النافع لآغا أحمد بن آغا محمد علي الكرمانشاهي.
(12) شرح المختصر النافع للشيخ إبراهيم بن محمد الغروي المتوفى 1304.
صفحة ٢٣
رأيت مجلد العتق منه عند الشيخ محمد شمس الدين فرغ منه 1300.
(13) شرح المختصر النافع للشيخ عبد الله بن عباس الستري البحراني المتوفى في حدود سنة 1270، عن عمر يقارب الثمانين، ويسمى ب«كنز المسائل» أيضا.
(14) شرح المختصر النافع للمولى عبد الصمد الهمداني الحائري، الشهيد سنة 1216، رأيت قطعة منه من اللقطة إلى المواريث بخطه الشريف عند السادة آل الخرسان في النجف الأشرف بعنوان قوله: «حاويا لنقل الأقوال والأخبار والتحقيقات» وهو أبسط من الرياض بكثير.
(15) شرح المختصر النافع للأمير شرف الدين علي بن حجة الله الشولستاني شيخ العلامة المجلسي فرغ منه سنة 1060 ويسمى ب«كنز العمال» أيضا.
(16) شرح المختصر النافع الكبير، اسمه «رياض المسائل وحياض الدلائل» للعلامة المير السيد علي بن محمد بن علي بن أبي المعالي المتوفى سنه 1231، وهو ابن أخت الوحيد البهبهاني، وصهره على بنته، طبع مكررا، وله شرح آخر «الصغير من الكبير» موجود في: مكتبة كاشف الغطاء، مكتبة السيد محمد صادق آل بحر العلوم (1).
(17) شرح المختصر النافع للسيد رضا الشيرازي، اسمه «الأنوار الرضوية» طبع منه مجلد كبير سنة 1287.
(18) شرح المختصر النافع للأمير السيد حسن بن الأمير، السيد علي بن الأمير، السيد محمد باقر ابن الأمير إسماعيل الواعظ الأصفهاني، الشهير ب«الأمير السيد حسن المدرس» كان تلميذ شريف العلماء، وصاحب الجواهر، والحاج محمد إبراهيم الكلباسي، والحكيم المولى علي النوري وغيرهم، وكان معاصرا للعلامة الأنصاري، بل يرجحه عليه تلميذه العلامة الميرزا هاشم الچهارسوقي، ومن جملة تلاميذه السيد المجدد الشيرازي المتوفى 1312، شرح مبسوط إلا أنه لم يتم ذكره الچهارسوقي،
صفحة ٢٤