الفصل الرابع عشر: فيما أذكره من العذر في الاقتصار في الوصية على المواهب العقلية دون استيفاء الأحكام الشرعية، اعلم أن جماعة ممن عرفته من المصنفين اقتصروا على المعروف والمألوف من آداب وأسباب في وصايا أولادهم يتعلق بالدنيا والدين، ورأيت أن متابعتهم في ذلك تضيع لوقتي إذ كان يكفي أن أدلهم على تلك الكتب وما فيها من الآداب وما كنت أن أحتاج إلى أن أتكلف تصنيف كتاب وإنما أذكر ما أعتقد أنه أو أكثره مما لا يوجد في رسائل من ذكرت من أصحابنا العلماء في تصانيفهم لأولادهم مما أخاف أن أولادي لا يظفرون من غير كتابي هذا بمرادهم لدنياهم ومعادهم إلا أن يتداركهم الله جل جلاله الذي هو بهم أرحم وعليهم أكرم من خزانته (وعلم الانسان ما لم يعلم).
الفصل الخامس عشر: فيما أذكره من تنبيه على معرفة الله جل جلاله والتشريف بذلك التعريف، اعلم يا ولدي (محمد) وجميع ذريتي وذوي مودتي أنني وجدت كثيرا ممن رأيته وسمعت به من علماء الاسلام قد ضيقوا على الأنام ما كان سهله الله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وآله من معرفة مولاهم ومالك دنياهم وآخرتهم فإنك تجد كتب الله جل جلاله السالفة والقرآن الشريف ملؤا من التنبيهات والدلالات على معرفة مولاهم ومالك دنياهم محدث الحادثات ومغير المتغيرات ومقلب الأوقات وترى علوم سيدنا محمد خاتم الأنبياء وعلوم من سلف من الأنبياء صلوات الله عليه وآله وعليهم على سبيل كتب الله جل جلاله المنزلة عليهم في التنبيه اللطيف والتشريف
صفحة ٧