سلك طريقا من طرائقهم ولا تردد إلى معلم من علماء المسلمين ولا فهم شيئا من ألفاظ المتكلمين ولو اعتذر إليهم عن معرفة الدليل بالاعذار التي أوجبوها عليه من النظر الطويل ما قبلوها منه ونقضوا ما كانوا أوجبوه وخرجوا عنه.
الفصل التاسع عشر: وكيف كان الله جل جلاله يبيح دمه وماله وما أحسن به إليه وما مضى عليه من الزمان بعد بلوغ رشاده ما يكفيه لتعلمه من أستاده ومن ملازمته وتردده والله جل حلاله أرحم من الخلق كلهم بعباده وما أباح دمه إلا وقد اكتفى منه بما فطره عليه وبما يسعه بأقل زمان بعد إرشاده لاعتقاده.
الفصل العشرون: ومما يدلك يا ولدي محمد شرفك الله بأجمل العناية بمثلك ووصل حبله المقدس بحبلك على أن القوم يتوافقون وأنما يقولون قولا ما أعلم عذرهم فيما يقولون أننا رأينا وسمعنا وعرفنا عنهم إذا بقوا بعد البلوغ والتكليف مدة من أعمارهم على الفطرة الأولية والمعرفة الصادرة عن التنبيهات العقلية والنقلية ثم اشتغلوا بعد مدة طويلة بعلم الكلام وبما تجدد بعد الصدر الأول من قواعدهم في صدر الاسلام وعلموا منه ما لم يكونوا يعلمونه فإننا نراهم ونعلم من حالهم أنهم لا يبطلون شيئا من تكليفهم الأول بالشرعيات ولا ينقضونه فلو كانت معرفتهم بالله جل جلاله ما صحت إلا بنظرهم الانف كان مقتضى جهلهم بالله مع تفريطهم الأول في معرفته مع إظهارهم بشعار الاسلام يلزم منه قضاء ما عملوا من التكليف السالف.
الفصل الحادي عشر: ومما يدلك يا ولدي على أن معرفة الله جل
صفحة ١٢