276

كشف المعانى فى المتشابه من المثانى

محقق

الدكتور عبد الجواد خلف

الناشر

دار الوفاء

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٠ هـ / ١٩٩٠ م

مكان النشر

المنصورة

مناطق
مصر
الامبراطوريات
المماليك
سورة المنافقين
٣٩، - مسألة:
قوله تعالى: (وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ)
ثم قال بعده: (وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)؟ .
جوابه:
لما قالوا: (لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ) ختم بأنهم (لَا يَفْقَهُونَ) أي لايفهمون أن الأرزاق على الله تعالى، وأن منعهم ذلك لا يضرهم لأن الله تعالى يرزقهم إذا منعوهم من جهة أخرى، فلما كان الفكر في ذلك أمرا خفيا يحتاج إلى فكر وفهم، وأن خزائن الله سبحانه مقدورته إذا شاءها قال (لَا يَفْقَهُونَ) .
وأما: (لَا يَعْلَمُونَ): فرد على عبد الله بن أبي حين قال: (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ) لأن ذلك يدل على عدم علمه أن العزة لله وللرسول، يعز من يشاء ويذل من يشاء، فمنه العزة وهو معطيها لمن يشاء، وليس ذلك إلى غيره، وذلك من الأمور الظاهرة لمن عرف الله تعالى، فجهَّلَهم

1 / 357