كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي (المتوفى: 1285هـ) ت. 1285 هجري
75

كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

محقق

عبدالعزيز بن عبدالله الزير آل حمد

الناشر

دارا العاصمة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

١١٩٣هـ

سنة النشر

١٢٨٥هـ

دينه الذي بعث الله (١) به رسله وأنزل به كتبه، كما قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّين أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِص﴾ (٢) فالإخلاص هو دينه الذي لا يقبل دينًا سواه. وهو الذي أمر الله به نبيه ﷺ كما قال تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّين﴾ (٣) والدين هو العبادة، لا اختلاف (٤) بين علماء التفسير وغيرهم في ذلك، وقال تعالى: ﴿هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (٥)، وقال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء﴾ (٦)، والآيات في هذا المعنى كثيرة جدًّا، كقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِين﴾ (٧) . وقد تقرر في كلام العلماء، بل (٨) في الآيات والأحاديث أن الدعاء صلاة، وهو كذلك لغة وعرفًا، والصلاة الشرعية قد اشتملت على نوعي الدعاء؛ دعاء المسألة ودعاء العبادة، وقد تقدم في كلام شيخ الإسلام وابن القيم –رحمهما (٩) الله تعالى-إن دعاء المسألة يتضمن دعاء العبادة، ودعاء العبادة يستلزم دعاء

(١) سقط لفظ الجلالة "الله" من: (الجلالة". (٢) سورة الزمر، الآية: ٢. (٣) سورة الزمر، الآية: ١١. (٤) في "م" و"ش": "لا خلاف". (٥) سورة غافر، الآية: ٦٥. (٦) سورة البينة، الآية: ٥، وفي "ش" ذكرت تمام الآية ﴿وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَة﴾ قال: ابن جرير: أي مخلصين له العبادة قرره شيخنا حفظه الله". (٧) سورة الأنعام، الآيتان: ١٦٢و١٦٣. (٨) سقط من "ش": "بل". (٩) في (المطبوعة): "﵏" وهو خطأ.

1 / 86