كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي (المتوفى: 1285هـ) ت. 1285 هجري
220

كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

محقق

عبدالعزيز بن عبدالله الزير آل حمد

الناشر

دارا العاصمة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

١١٩٣هـ

سنة النشر

١٢٨٥هـ

يتشبث به (١)، / ولكن النهي (٢) عاد (٣) إلى شيئين: إلى الاستغاثة به بعد الموت، وإلى أن يطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى. وأما قول (٤) هؤلاء الجهال: فيستلزم الردة عن الدين، والكفر برب العالمين، ولا ريب أن أصل قول هؤلاء هو من باب الإشراك بالله، الذي هو الكفر، الذي لا يغفره الله؛ فإن الله سبحانه يقول في كتابه: ﴿وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا. وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا﴾ (٥) . وقد قال غير واحد من السلف: إن هذه أسماء قوم صالحين كانوا في قوم نوح، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم، ثم عبدوهم (٦)، وقد ذكروا ذلك بعبارات متقاربة في كتب الحديث والتفسير، وقصص الأنبياء، كما ذكره البخاري في صحيحه وجماعة من أهل الحديث، وقد تقدم (٧) في كلام شيخ الإسلام أيضًا، فأعدناه لعظيم فائدته. (وقد أمر الله نبيه أن يقول: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ (٨)، فيقول أهل الضلال: هذا يقوله في نفسه، وأما نحن فليس لنا أن

(١) سقطت من "م" و"ش": "به" الأولى، والثانية. (٢) في "الرد على البكري": "النفي". (٣) في "م" و"ش": "عائد". (٤) في هامش "م": "مطلب". (٥) سورة نوح، الآيتان: ٢٣و ٢٤. (٦) سبق تخريجه. (٧) في "م" و"ش": "كما تقدم هذا..". (٨) سورة الكهف، الآية:١١٠.

1 / 237