كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي (المتوفى: 1285هـ) ت. 1285 هجري
213

كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

محقق

عبدالعزيز بن عبدالله الزير آل حمد

الناشر

دارا العاصمة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

١١٩٣هـ

سنة النشر

١٢٨٥هـ

السلام: ﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَه﴾ (١) فأعظم ما سفهوه لأجله، وأنكروه هو التوحيد، [وهكذا] (٢) تجد من عليه شبه من هؤلاء إذا رأى من يدعو إلى توحيد الله، وإخلاص الدين لله (٣)، وأن لا يعبد الإنسان [إلا الله] (٤) ولا يتوكل إلا عليه، استهزؤا بذلك، لما عندهم من الشرك، وأنهم (٥) اعتقدوا أن دعاء الميت الذي بني له المشهد والاستغاثة به أنفع لهم من دعاء الله والاستغاثة به في البيت الذي نبي لله ﷿، ففضلوا البيت الذي بني لدعاء الميت. وإذا كان لهذا وقف ولهذا وقف كان وقف الشرك أعظم عندهم منه (٦)، مضاهاة لمشركي العرب الذين ذكر الله حالهم في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ (٧) . وهكذا هذه النذور والوقوف التي تبذل عندهم للمشاهد أعظم مما تبذل عندهم للمساجد، ولعمَّار (٨) المساجد، والجهاد في سبيل الله، وهؤلاء إذا قصد أحدهم القبر الذي يعظمه يبكي عنده ويخضع (٩)، ويدعو ويتضرع،

(١) سورة الأعراف، الآية: ٧٠. (٢) ما بين المعقوفتين إضافة من: "م" و"ش". (٣) سقطت من "م" و"ش": "الله". (٤) ما بين المعقوفتين إضافة من: "م" و"ش". (٥) في "م" و"ش": "فإنهم". (٦) في "م": "من". (٧) سورة الأنعام، الآية: ١٣٦. (٨) في"الرد على البكري": "ولعمارة..". (٩) في جميع النسخ: "بكى عند وخضع.."، والمثبت من "الرد على البكري".

1 / 230