كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي (المتوفى: 1285هـ) ت. 1285 هجري
119

كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

محقق

عبدالعزيز بن عبدالله الزير آل حمد

الناشر

دارا العاصمة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

١١٩٣هـ

سنة النشر

١٢٨٥هـ

فكون هذه المطالب العظيمة لا يستجيب فيها إلا هو سبحانه دل على توحيده، وقطع شبهة من أشرك به، وعُلم بذلك [أن] (١) ما دون هذا أيضًا من الإجابات إنما فعله هو وحده لا شريك له، وإن كانت تجري بأسباب محرمة أو مباحة، كما أن خلقه السموات، والأرض، والرياح، والسحاب، وغير ذلك من الأجسام العظيمة، دال على وحدانيته سبحانه، وأنه خالق كل شيء، وأن ما دون هذا بأن يكون خلقًا له أولى، إذ هو منفعل عن مخلوقاته/ العظيمة (٢)، فخالق السبب التام خالق للمسبب لا محالة. جماع الأمر: أن الشرك نوعان: شرك في ربوبيته: بأن يجعل لغيره معه تدبيرًا ما (٣)، كما قال سبحانه: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِير﴾ (٤)؛ فبين أنهم لا يملكون مثقال ذرة استقلالًا، ولا يشركونه في شيء من ذلك، ولا يعينونه على ملكه، ومن لم يكن مالكًا ولا شريكًا ولا عونًا (٥) فقد انقطعت علاقته. وشرك (٦) في الألهية: بأن يدعي (٧) غيره دعاء عبادة، أو دعاء مسألة؛ كما

(١) ما بين المعقوفتين إضافة من: "الاقتضاء". (٢) في هامش: (الأصل): "كالنبات عن المطر لأن الله خالق الأسباب والمسببات قاله شيخنا عفى الله عنه". (٣) سقطت من "ش": "ما". (٤) سورة سبأ، الآية: ٢٢. (٥) في "الاقتضاء": "عونًا". (٦) في "ش": "والشرك..". (٧) في "م" و"ش": "يدعو".

1 / 132