كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي (المتوفى: 1285هـ) ت. 1285 هجري
100

كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

محقق

عبدالعزيز بن عبدالله الزير آل حمد

الناشر

دارا العاصمة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

١١٩٣هـ

سنة النشر

١٢٨٥هـ

فإنها لكمالها وكمال نيتها وكمال شريعته لا تحتاج (١) إلى محدث؛ بل إن وجد فهو صالح للاستشهاد والمتابعة، لا أنه عمدة؛ لأنها في غنية بما بعث الله به نبيها ﷺ عن كل مقام أو مكاشفة أو إلهام أو تحديث، وأما من قبلها فللحاجة إلى ذلك جعل فيهم المحدثون) . /قلت: فعلى هذا لا مزية لمن ظهر له شيء من هذه الكرامات ولو صحت، وقد يجريها الله لبعض الناس ابتلاء وفتنة واختبارًا، فارجع إلى التمسك بأدلة الكتاب والسنة، وتمسك بالوحيين، وخذ بهما تسلم من الشبهات الفاسدة، التي لا تشفي عليلًا، ولا تروي غليلًا. ولا يخفى أن أكثر (٢) ما يقع لبعض المتأخرين مما يظن الجاهلون (٣) أنها من الكرامات أكثرها أحوال شيطانية (٤)، وإن ذكرت عن بعض من له زهد وعبادة كما يذكر لـ "عبد القادر الجيلاني" _رحمه الله وأمثاله- (٥)، وكثير منها لا يعلم له صحة؛ للجهالة بالناقل لذلك (٦)، وللجهالة بمن ينقل عنهن فإنها نقل مجهول عن مجهول، وعلى كل حال فلا تفيد شيئًا فضلًا أن تعارض أدلة الكتاب والسنة. فأين هؤلاء الذين تذكر عنهم هذه الأحوال من السابقين الأولين، كأهل بيعة العقبة، وأهل بدر، وأهل بيعة الرضوان، وأكثرهم قد شهد المشاهد كلها

(١) في "ش": "لا يحتاج". (٢) في "م" و"ش": "كثيرًا". (٣) في "ش": "الجهال". (٤) في "ش": "الشيطان". (٥) ما بين القوسين سقط من: (المطبوعة) . (٦) في "م" و"ش": "كذلك".

1 / 113